قال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" خالد مشعل، إن مشروع الضم فرصة لإعادة تصويب القضية الفلسطينية، وملاحقة الاحتلال الإسرائيلي، ونزع عنه الشرعية على المستوى الدولي.
وأكد مشعل، خلال لقاء مع منتدى التفكير العربي في لندن، أن مشروع الضم فرصة كي نوحد الصف الفلسطيني، ونطلق مواجهة مع الاحتلال، ونشتبك معه على كل الصعد.
وأوضح أنه إن لم نتفق على حل السلطة، فيجب أن نتفق على تغيير وظيفة السلطة، بما يقودنا لمواجهة الاحتلال الذي يرفض وجود سلطة ترفض التنسيق ولا تخضع له.
تكتيك مضلل
وقال إننا نخشى أن يكون الانقسام الأميركي الإسرائيلي حول الضم دعوة للاسترخاء أو الخديعة، مبينًا أنّ ما جرى في الأيام الماضية ليست محاولة أميركية لثني الكيان الصهيوني عن الضم، ولكنه تكتيك مضلل لكيفية إقرار الضم.
وأضاف أن اللحظة الفلسطينية مثقلة بالتحديات والمخاطر التي يراد من خلالها تصفية القضية الفلسطينية، لكنها تحمل في ثناياها فرصًا واعدة.
ثلاثة تحديات
وذكر ثلاثة تحديات تواجه القضية، يتمثل الأول في تسارع المشاريع الأميركية الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية.
والثاني هو غياب الفعل الفلسطيني المؤثر في ظل هذا الانقسام، وفي ظل غياب القيادة الفلسطينية الواعية التي تملك الرؤية، وأدوات الفعل المؤثر، وتملك القدرة والجاهزية للمخاطرة من أجل القضية الفلسطينية.
أما التحدي الأخير يتمثل فيما أصاب حاضنتنا العربية والإسلامية من اختلال.
ونوه إلى أن رفض السلطة لصفقة القرن لم يتحول إلى طاقة فعل، وإلى تحشيد الشعب الفلسطيني حول رؤية وطنية، مبينًا أن الكل الفلسطيني جاهز بأن يحتشد في مواجهة صفقة القرن ومشروع ضم الضفة الغربية.
وأوضح أن حركته جاهزة أيضًا وقدمت مبادرات عديدة، من بينها مبادرة الأخ أبو العبد هنية في محاولة لجمع الأمناء العامين لوضع استراتيجية.
ودعا مشعل القيادة الفلسطينية في رام الله إلى أن تبادر لاتخاذ خطوة جريئة أمام هذه الفرصة.
وأشار إلى أن "الصهاينة" يهدفون إلى شرعنة الاحتلال بغطاء مزيف، وحشر الفلسطينيين في أضيق مساحة من الأرض الفلسطينية، وخلق أزمات إضافية، والسطو على العناوين الأساسية للقضية الفلسطينية؛ تحرير الأرض، وعودة اللاجئين، وتحرير القدس، إضافة إلى تحرير الأسرى.
تفعيل المقاومة
وعدّ عدة خطوات يمكن من خلالها تفعيل المقاومة بكل شجاعة، تتمثل في أخذ قرار المواجهة، وتحول الرفض إلى حالة فعل، ثم تحويل القرارات التي أُخذت في السنوات الماضية إلى فعل حقيقي، مثل وقف العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني، وقف العمل باتفاقية باريس.
وأضاف مشعل أن الخيار الثالث يتمثل في وضع برنامج تفصيلي تنخرط فيه كل فصائل المقاومة وقواها، وكل قطاعات شعبنا، تشترك فيه الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 وغزة والشتات.
ودعا إلى تحويل غور الأردن والضفة إلى أرض استنزاف للاحتلال من خلال إقامة الخيام فيها والاشتباك مع الجنود هناك.
وشدد على أن محاولات التطبيع البائسة قديمة، لكنها كانت مبعثرة، أما اليوم فهي معزولة، لكنها موجّهة، مبينًا أن البعض رآها مدخلاً لحل أزماته الداخلية على حساب الحق الفلسطيني، ويريد أن يضحي بفلسطين من أجل أجندته الخاصة.
المصدر : الوطنية