واضح أن نتنياهو يعتبر أن العدوان على غزة معركة خلاصه الاخيرة من أزمته الداخلية، فقد اتفق مع جنرالاته وبموافقة رئيس الشاباك لاول مرة على هذا العدوان، وألمح انه سيطول وقد يتسع.
قد تكون هذه المعركة مختلفة عن سابقاتها، من حيث شراستها وظروفها واسبابها، وتبدأ من حيث انتهت معاركه السابقة، بقصف البيوت على من بداخلها، اطفال ونساء وأبرياء، ومؤسسات مدنية، اضافة الى الاستهداف لبعض المنشآت الحكومية.
الرد الفلسطيني الرسمي تقليدي، سلسلة من الإدانات ومطلب الحماية الدولية، نسخة مكررة لا تجهد من يقوم بإرسالها الى وسائل الإعلام، هل هذا فقط ما بجعبة الفلسطينيين؟
لماذا لا يكون الرد الفلسطيني داخلي، يتركز في النقاط التالية:
_اتفاق وطني على تصعيد المقاومة الشعبية في الضفة والقدس، حتّى وان توقفت غزوة نتنياهو على غزة، هذا الاتفاق له مبرراته الكافية للرد على كل حالة الصلف والاجرام الاسرائيلي.
_ان يقوم عباس بالإعلان عن حل الحكومة الفلسطينية الحالية والدعوة لحكومة انقاذ وطني، يشارك فيها مختلف الاحزاب السياسية الفلسطينية، حكومة التمرد على كل قيود اتفاق اوسلو وما تبعه من اشتراطات اسرائيلية.
_تجميد عمل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير باعتبارها هيئة غير مكتملة، والدعوة الفورية لعقد الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، لاتخاذ سلسلة قرارت ذات طابع استراتيجي يعالج مرحلة ما بعد فشل التسوية السياسية.
_اعتبار غزة منطقة طوارئ وتكريس كل جوانب الدعم المعنوي والسياسي لها، وانهاء مختلف انواع العقوبات عنها.
العدوان الإسرائيلي على غزة تهديد حقيقي يستوجب رد حقيقي، في نفس الوقت هو فرصة الجميع لخطوة عملية كرد على جرائم الاحتلال ومعالجة للفشل السياسي.
هذه المرة لا تحتاج غزة الى رسائل تطلب انعقاد مجلس جامعة الدول العربية، ولا جلسة طارئة لمجلس الأمن، كل ما يحتاجه الشعب صحوة ضمير عند مختلف قيادات العمل الحزبي.