لكل دولة أن تقرر ما يحمي مصالحها القومية ولكل شخص كان٫ صاحب قلم أو "متأقلم" أن يتفق مع التحولات المحيطة أو ينتقدها "إن استطاع" ٫ ولكن من غير المقبول أبداً أن يلغي أي كان، بخط قلم، حقوق شعب بأكمله وتاريخاً من النضال الفلسطيني بقيت بوصلته إنهاء الاحتلال والتمسك بحق العودة و إن تعددت مساحاته. لسوء حظ "المتأقلم"، أن حق الشعب الفلسطيني معترف به دوليا وبالتالي قد تسقط فلسطين من عناوين الأخبار، وقد تتراجع من أولويات بعض الدول، لكنها رغم هذا وذك لا يمكن لها أن تسقط من الضمير الإنساني والأخلاقي والقانوني إلا ممن هم ناقصين عقل ودين.
لم يطلب أحد من أي "متأقلم" أن يخجل من مواقفه حتى ولو كانت في مضمونها اللا أخلاقي مخجلة، والخجل ألصق بالنبل ٫ ولكن أقل ما نتوقعه أخلاقياً هو إما التوقف عن قلب الحقائق وتشويه صورة شعب قالت فيه غولدا مائير "غداً يموت الكبار وينسى الصغار" وها هم أبناء ذلك الجيل الذي تحدثت عنه لم ينسى وسيرث أبناؤه القضية ودون أوراق ثبوتية، إما الصمت إلى الأبد, فالكلام لمن يستحق وليس لكل من توفرت له الوسيلة. أفهم أن ينتقد أي أنسان إخفاقات على المستوى السياسي أو الاجتماعي ولكني أرفض أن أتفهم ما يوصف بالاسهاب اللفظي، مع تبديل الباء باللام٫ في قضية، رغم خذلانها من المجتمع الدولي، إلا أن عدالتها معترف بها دوليا من خلال البنود الأممية بدءًا بالقرار ١٩٤ ،من أهمها، للتذكير علها تنفع٫ "حق عودة اللاجئين" لأنها أرضهم رغمًا عن قناعة أي "متأقلم" وبغض النظر عن طبيعة التسوية التي قد توصلت إليها أو ستتوصل إليها قيادات فلسطينية معترف فيها ومقبولة أو غير ذلك. وربما تكون هبة أيار ٢٠٢١ والتي طالت الامتداد الجغرافي الشامل لفلسطين التاريخية أفضل مثال يعكس استمرار التمسك بالهوية رغم استمرار سياسات التطهير العرقي والفصل العنصري المستمرة منذ عشرات السنين والذي وثق بتقرير أممي في ٢٥ من مارس ٢٠٢٢ ، عدا وصفه غزة بالسجن المفتوح.
عزيزي "المتأقلم" هناك فرق شاسع بين انتقاد شعارات لا تسمن ولا تغني عن جوع٫ وبين المس بحق لا يسقط بالتقادم حتى لو مات بعض الكبار ومات ضمير بعض الأحياء.
يمكن لأي قوة أن تسرق الأرض من تحت أقدام أصحابها، ولكن لا يمكن لها أن تسرق الحق وأن تتجاهل أكثر من خمسة وعشرين مليون فلسطيني حول العالم ما بقي الزعتر والزيتون.