ما يحدث بشأن الضمان الاجتماعي أمر مريب ، ومريب جداً
أن يتم الاحتجاج والتظاهر والاصرار على رفض الضمان الاجتماعي نهائياً ، أمر لم يحدث في تاريخ الشعوب ، فمنذ بدايات الضمان الاجتماعي في المانيا عندما وضع بيسمارك حجر الاساس للضمان الاجتماعي في القرن التاسع عشر ، وحتى الآن بعد انتشاره في اوروبا ومعظم دول العالم وتحوله الى منظومة عالمية ، وحقا من حقوق الانسان ، لم يحدث أن رفض شعب الضمان الاجتماعي سواء كان ضمن دولة مستقلة او تحت حكم ذاتي ، او تحت احتلال ، ولم يحدث ان رفضت جماعة ضمن شعب الضمان الاجتماعي ، ولم يحدث ان رفض حزب يساري او يميني الضمان الاجتماعي ، لان الضمان الاجتماعي اصبح ضرورة اجتماعية بغض النظر عن نظام الحكم ، واصبح مطلباً اجتماعياً وانسانياً وحقاً من حقوق الانسان الذي لا يجوز التنازل عنه
فلماذا يريدون ان يتنازل الناس عن هذا الحق من حقوقها ؟
لماذا يريدون اعفاء الدولة من مسؤوليتها ومن أهم واجباتها الدستورية تجاه مواطنيها ؟
لماذا يريدون من الدولة سحب توقيعها من المعاهدات والاتفاقات التي صادقت عليها وتلزمها ؟والغاء الضمان يعتبر انتهاك للقانون الدولي الذي التمسك به هو مصدر قوة للسلطة في علاقاتها الدولية ؟
أسئلة كثيرة لا تجد أجوبتها لدى ابطال اسقاط الضمان ، لأنهم ليسوا في وارد تقديم الأجوبة الحقيقية للشعب الذي يُضللونه
من أين للحراك هذا التمويل الضخم الذي يوضع تحت تصرفه والذي بدت مظاهرة ظاهرة للعيان في كافة أنشطته ، وفي شراء اعلاميين باعوا ضمائرهم
رفض الضمان الاجتماعي كان القناع فقط الذي انخدع به الكثيرون ، وتساوقوا معه عن غفلة
وحولوا الحراك كأنه البقرة المقدسة الذي لا يجوز الاقتراب منه او انتقاده او مخالفته ، أما هو فله الحق في شتم وتحقير وتهديد كل من يخالفه الرأي !
يبدو أن الأمور تسير بشكل اسرع من توقعاتنا ، ومؤخراً سلّم الحراك الراية لاتحاد العشائر وهذا يعني أن روابط القرى ستعود بثوب جديد تحت زخم الحراك
والهدف واضح هو خلق البدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية وليس للسلطة فقط وبالتالي محاولة لاجبارها على توقيع ما ترفضه الآن
السلطة لن ينفعها اي تضحية بكبش فداء ، واذا لم تستدرك الأمور وتحزم أمرها ، فستتكرر تجربة غزة مع الخليل ولكن مع لاعب جديد على الساحة أكثر قابلية للتطويع
وعلى كافة فصائل العمل الوطني ، وكافة النقابات العمالية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني أن تدرك أبعاد ما يجري وأن يكون لها موقف وصوت عالي ، وأن تكف عن السكون والتفرج على ما يحدث من أمور خطيرة ومؤشراتها ظاهرة لكل من له عيون ترى