لا يخفى على كل مراقب لطبيعة الأحداث المتعاقبة على قطاع غزة خلال المرحلة الراهنة تؤكد انها ليست اعتباطية أو بلا هدف من ورائها , بل وصلت الأمور الى مرحلة جد خطيرة ولا تحتاج الى جهد كبير في التفكير لنصل الى النتيجة المراد إيصال القطاع اليها ولعل النتيجة الطبيعية في حال استمرار هذا الوضع ان يكون القطاع على مفترق طرق خطير وتتجه الأمور الى فرض التفكير بشكل مستقل الى كيفية إدارة أزمات القطاع وإيجاد الحلول لها بشكل مستقل بعيدا عن اَي مسار سياسي عام ..
عندما تعلن كافة الأطراف ان تحقيق المصالحة بالشكل المتفق عليه اصبح صعب جدا ، ولَم يعد هناك اَي اهتمام بتحقيقها على ارض الواقع ، ورفض كل طرف لرؤية الطرف الاخر واستحالة التوافق بينهما ..
التصعيد الواقع والمتدرج بين حركة حماس والكيان الاسرائيلي من خلال مسيرات العودة وتصاعد عدد الشهداء والجرحى ، وتصعيد القصف الصهيوني تجاه المتظاهرين وقصف مواقع للمقاومة الهدف منها استفزاز الحركة لتقوم بالرد وعندها تندلع الحرب المرتقبة ،، هذه الحرب سيكون هدفها الوصول الى حلول ممكنة للوضع القادم للقطاع ..
استمرار إجراءات السلطة بهدف التضييق على حكم حماس لإجباره على القبول والالتزام بسياسة الرئيس المعلنة في تمكين الحكومة وتسليم كافة الصلاحيات ،، مع رفض واضح وصريح من قيادة حماس للاستسلام. التنازل مما سيدفعها لك للبحث عن حلول جذرية لمشكلات القطاع بعيدا عن السلطة .
وهنا تستمر معاناة أهل القطاع حتى ينجح احد الطرفين في فرض رؤيته والنجاح في تغيير الواقع الصعب القائم ،، لذلك غزة الْيَوم على مفترق طرق خطير والاطراف الإقليمية والدولية تتابع التطورات عن قرب في انتظار اتخاذ القرار المصيري والحاسم لرسم مستقبل القطاع بمعزل عن تفاصيل القضية الفلسطينية ،، المرحلة القريبة القادمة حساسة وخطيرة .