وجه الأسير محمود العاضة أحد منفذي عملية "نفق الحرية"، مساء اليوم الثلاثاء، رسالة مؤثرة إلى عموم الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وقال العارضة: "إلى شعبنا في الشتات الذين هُجّروا وعبروا الحدود قسراً.. الدور تنادي ثوار الأرض ليحموها من وحوش الغرب"، موجهًا التحية إلى الضفة وقلاع المقاومة فيها.. تحية إليكم من سجن جلبوع ونفحة والمجدل ومن قلاع الأسر كافة في وطننا المحتل.

وتابع: "ساءهم أن يجترح الشعب هذه الملحمة الإنسانية وظنوا أن الجدران والأملاك نالت من عزيمتنا"، مؤكدًا: "ظنوا أن خيط الدم الممتد من القسام السوري إلى ضياء حمارشة الفلسطيني قد انقطع لكن الله خيب آمالهم وأذل كبرياءهم".

وأكمل: "هذه الشجرة الخبيثة التي تسمى "إسرائيل" ليس لها قرار واجتثاثها سهل المنال وهي أوهن من بيت العنكبوت"، مشيرًا إلى أن الانقسام الأول عام 1937 هو ما أقامها واستمرت قائمة بالخلافات والانقسامات العربية والفلسطينية

وأكد أن استمرت الحال الفلسطينية والعربية على هذا النحو فسنشهد نكبة جديدة عنوانها المسجد الأقصى لا سمح الله، مردفًا: "رسالتنا إلى الأخوة في فتح وحماس أن يتحمّلوا مسؤولياتهم التاريخية ويتقدموا نحو خطوات جدية لإنهاء الانقسام".

وأضاف: "رسالتنا العمل مع كل الفصائل على إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني وميثاق منظمة التحرير الذي شدد على المقاومة"، مطالبًا بضرورة البدء بتشكيل مجلس وطني جامع بمشاركة الجهاد الإسلامي وحماس وإجراء مراجعة شاملة وجردة حساب للسنوات الضائعة

وأوضح أن مشكلتنا مع هذا العدو هي في الأساس إشكالية في الداخل في الوضع الفلسطيني غير المهيأ لحل أزمته التاريخية.. ونحن والعرب والمسلمون مختلفون على هذا الكيان هل هو عدوّ أم صديق ومختلفون على آلية التعامل معه.

وقال إن رسالتنا إلى أهلنا في الداخل المحتل عام 48 أن هذا العدو يعتبركم كتلة سرطانية لا يدخر وسيلة لاجتثاثكم من الأرض.. ويريدون أن يكون في كل بيت فلسطيني شجار وقتل كي تقع حرب أهلية نهايتها الإبادة والترحيل.

ودعا إلى وقف النزف قبل الفتنة الكبرى وعلموا النشء القيم الدينية والوطنية التي يشن عليها العدو حرباً بلا هوادة، مشددًا على أن الحركة الأسيرة ليست بخير وتؤدي دورها التاريخي والإنساني الذي تؤديه كل حركة أسيرة لدى شعوب تتعرض للاحتلال.

وفت إلى أن الانقسام زاد الحركة الأسيرة تشرذماً وهناك مأساة في السجون وانقسام وهذا في الأعم الأغلب كي لا نكون سوداويين، منوهًا إلى أن الأسرى يعتبون عتباً كبيراً مردّه العجز الفلسطيني عموماً عن تحريرهم.

وقال إن حطم مئات الأسرى أرقاماً فلكية في السجون وهذه مأساة كبرى تستدعي الوقوف وقفة تاريخية ومحاسبة للذات الفلسطينية.. ورسالتنا إلى أمتنا العربية أنّ عدوّنا "إسرائيل" هو من يقتل ويسود الشعب الفلسطيني.

وبين أن عدوّنا هو من يحتلّ الجولان ويدنس الأقصى ويقتل وليست إيران المسلمة التي تُحاصَرُ منذ 4 عقود نتيجة دعمها لفلسطين، مؤكدًا أن التطبيع مع "إسرائيل" واستعداء إيران خيانة للدين والتاريخ وطعنة في صدر الأمة

وأضاف: "شاركتمونا الفرحة والحزن وواجب علينا أن نشارككم تلك المرحلة من التخطيط والتنفيذ إلى انتزاع حريتنا وصولاً للعزل"، داعيًا إلى أن تتجه أنظاركم جميعاً نحو قناة الميادين حيث الرواية الحقيقية التي خرجت من حبر أقلامنا فكونوا بقربها

واختتم: "أيام وستخرج هذه الحقيقة وحصراً للميادين إلى العلن لتعلموا كيف تغلبت إرادتنا على عنجهيتهم وإيماننا على طغيانهم".

المصدر : الوطنية