ألقت التطورات الأخيرة على مختلف القضايا والملفات بظلالها على الوضعين الأمني والسياسي، وأشعلت حالة من الغضب في صفوف فصائل المقاومة في قطاع غزة، فبعد يوم واحد من اجتماع وصف بالهام لقيادتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي، اللتين أصدرتا تهديدات وتحذيرات قوية للاحتلال، بالتوقف عن العدوان في الضفة، وعدم المماطلة في رفع الحصار، زادت حالة الغضب والغليان في صفوف الفصائل بعد اعتداء مصلحة السجون الإسرائيلية على الأسيرات في سجن الدامون.
ووفقا لأكثر من مصدر فصائلي فقد بدا واضحا أن الاحتلال يتعمد منذ مدة استفزاز الفلسطينيين من خلال سلسلة من الإجراءات والاعتداءات، وهذا يؤدي إلى تأجيج الوضع، وقد يقود إلى جولة مواجهة قد تكون قريبة.
وأكد خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الاحتلال يحاول استغلال الوضع الإقليمي والعربي الراهن، بفرض وقائع ومعادلات جديدة على حساب حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، وهذا لن يحدث، ولن تسمح الفصائل وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي بتمريره.
وقال حبيب لـ"الأيام"، أن محاولات فرض قواعد اشتباك جديدة لن تنجح، والمقاومة جاهزة دائما للتصدي لأي تغول على الحقوق الفلسطينية، وفي حال فرض عليها عدوان، لن تتردد في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وستقول كلمتها التي قد تفاجئ الكثيرين.
ودعا حبيب للتوحد في مواجهة المخاطر الجمة، التي تستهدف المشروع الوطني برمته، والعمل على إفشال مخططات الاحتلال.
وقال مصدر مطلع لـ"الأيام"، إن الساعات القليلة الماضية شهدت سلسلة من الاتصالات والمشاورات بين مختلف الفصائل، التي أكدت رفضها القاطع لمحاولة الاحتلال الاستفراد بالأسرى، وأن الأسيرات خط أحمر، ولا يمكن للمقاومة الصمت على الاعتداء عليهن.
وأكد المصدر أن فصائل المقاومة رفعت من درجة التنسيق بينها، ومختلف الأذرع العسكرية للفصائل تواصل رفع درجة جهوزيتها، دون استبعاد حدوث تصعيد على جبهة غزة، قد يبادر الاحتلال إليه، خاصة مع رصد تحركات على الأرض، وتحليق مكثف لطائرات التجسس في الأجواء.
ووجهت الفصائل في غزة أكثر من تحذير للوسطاء، كان آخرها مساء أول من أمس الأحد وصف بـ"الناري"، بأن صبرها بدأ ينفد على اعتداءات الاحتلال وتضييقه على قطاع غزة، وأن المساس بالأسيرات سيفجر الوضع، وينسف كل التفاهمات السابقة، التي لم يلتزم بها الاحتلال.
وبالتوازي مع ذلك، تواصل فصائل المقاومة في قطاع غزة استعداداتها لإجراء مناورات عسكرية خلال الأيام المقبلة، تحت اسم "الركن الشديد 2".
المصدر : الوطنية