الأُضْحِيَّة من مشاهد الفرحة في عيد الأضحى لدى المسلمين، وهي سنة مؤكدة ثابتة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي إحدى الشعائر الإسلامية المقدسة العظيمة، التي يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل طاعة ومحبة بتقديم ذبح من الأنعام بدءاً من أول أيام عيد الأضحى.
وهناك عدد من الشروط لا بد أن تتوافر في الأُضْحِيَّة؛ لكي تكون صحيحة، وشروط أخرى لا بد من توافرها في مَن يقوم بعملية الذبح أو في المُضحي. وإن لم تتوافر فسدت الأضحية.
الشيخ عمرو محمد سيد أحمد محمد من علماء الأزهر الشريف؛ تحدث حول مفسدات الأضحية، قائلاً : "تفسد الأُضْحِيَّة إن لم تستوف الشروط سواء السن أو الحجم، فكانت ضعيفة أو هزيلة لا تصلح، كما أن هناك عيوباً ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم لا تجوز في الاضحية؛ لأنها تُقدم بين يدي الله سبحانه وتعالى، فلا يجوز أن نضحي بين يدي الله بما لا يليق، فلا بد أن تكون الأضحية سالمة من العيوب.
قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في شأن الأضحية: "أَرْبَعٌ لَا يَجُزْنَ: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي" (أخرجه أبو داود والنَّسائيُّ).
1- الأضحية العوراء البيِّنُ عَوَرُها: أي التي انخسفت عينُها، أمَّا التي عَوَرُها ليس ببيّن فتُجوز.
2- الأضحية المريضة البَيِّن مرضها: والمرض البَيِّن هو الذي يؤثر على اللحم بحيث لا يُؤكل كالجرباء، فإنها لا تُجزئ، ويُلحَق بالمريضة الشَّاة التي صُدم رأسُها بشيء، أو تردَّت من عُلو، فأغمي عليها.
3- الأضحية العرجاءُ البيِّنُ ظلعُها: فإن كان العرج يسيراً، فمعفو عنه، وضابط ذلك أنها إنْ أطاقت المشي مع مثيلتها الصَّحيحة، وتابعت الأكل والرعي والشُّرب؛ فهي غير بيِّنة العرج، وتُجزئ.
4- الأضحية الكسيرة العجفاء والجذماء: وهي مقطوعة اليد أو الأرجل، أو العجفاء التي لا تُنْقِي، وهي الهزيلة التي لا مخَّ في عظمها المجوَّف لشدة ضعفها ونحافتها، فهذه لا تُجزئ، وهذا يعرفه أهل الخبرة، وعلامة ذلك: عدم رغبة الشاة في الأكل، وتلك التي لو قطع جزء ينقص من اللحم أي الأذن وبعض العلماء قالوا لو كسر منها قرن، ولكن بعض جمهور الفقهاء قالوا القرن هذا عظم لا يؤثر في الأضحية، فهذا شيء عادي تجوز ولا بأس بها، ولكن من المستحب أن تكون غير معيبة ولها قرون.
وأكد الشيخ الكريم أنه مَن اشترى أضحية ثمَّ انكسرت أو تعيَّبت فإنه يُضحِّي بها، ولا حرج عليه في ذلك ما دام غير مُفرِّط.
- يفسد الأضحية سنّها
الأُضْحِيَّة لها سن معين لا يجب أن تقل عنه أو تزيد عنه، فالإبل لا تقل عن خمس سنوات، والبقر والجاموس لا يقل عن سنتين، والماعز لا تقل عن سنة، والضأن لا تقل عن سنة أيضاً، وفي بعض الروايات أجاز النبي أن يكون عندها 6 أشهر، ولكن بشروط، بمعنى أنها عند النظر إليها تحسبها أكبر سناً.
- يفسد الأضحية ميعاد الذبح
الأُضْحِيَّة لها وقت معين؛ لأن الله يقول لنا في كتابه العزيز"فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" أي يبدأ بعد صلاة العيد وينتهي بغروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة . أي أن أيام الذبح أربعة : يوم الأضحى وثلاثة أيام بعده .، ولذلك لابد من مراعاة التوقيت والذي يبدأ من بعد صلاة أول يوم العيد إلى رابع يوم عيد النحر (أي في ثلاثة أيام التشريق )، والأفضل أن يبادر بالذبح بعد صلاة العيد ، كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ،ولذلك فمراعاة الوقت واجبة.
- النية تفسد الأضحية
وأردف أن النية تفسد الأُضْحِة إن لم يعقد المضحي النية عند الذَّبح، على أن المُضحّي يمكنه عقد النية بقلبه أو بلسانه حين ذَبحها، والتلفُّظ باللسان ليس شَرطاً؛ فالنيّة تنعقد بالقلب.
- عدم ذبح المضحي بنفسه لا يفسد الأُضْحِيَّة
الأصل في الأضحية هو أن يذبح المسلم أضحيته بنفسه، وإن لم يستطع الذبح فيوكل مسلماً ليذبح له، ويشهد الذبح بنفسه لما في ذلك من أجر كبير، ويجوز له أن يوكل غير المسلم من أهل الكتاب في الذبح.
- ثلاثة شروط بالمضحي إن لم تتوفر تفسد الأضحية
لا بد أن يتوفر بالمضحي هذه المواصفات: الإسلام والعقل والحُرّية، فالأضحية لا تجوز إن كان المضحي غير عاقل أو غير مسلم أو عبداً غير حُر.
المصدر : وكالات