في يوم ربيعي مشمس، يحتضنه مايو من كل عام، يعود الفلسطينيون إلى قريتهم "اللجون" المهجرة، في مدينة حيفا المحتلة، ليوم واحد، يقضونه داخل مقبرة الآباء والأجداد، للاعتناء بها أمام ممارسات الاحتلال لطمس معالمها.
وخلال الرجوع المؤقت ليوم واحد، ينصب الفلسطينيون الشواهد لإبراز قبور موتاهم، وكذلك نصبا تذكاريا، تأكيدا على حقهم في أرضهم المصادرة في شهر مايو للعام ١٩٤٨.
وأمام ذلك، تستهدف سلطات الاحتلال ممثلة بما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" إزالة هذه الشواهد والنصب التذكاري في كل مرة يعود فيها الأحفاد إلى "اللجون".
فيما تسعى دائرة أراضي الاحتلال حاليا لإزالة المقبرة عن بكرة أبيها، ومصادرة قطعة الأرض القائمة عليها، ليغيب آخر معلم عن القرية المهجرة، تماما كما غيبت إسرائيل سكانها عن أراضيها على مدار ٧٥ عاما.
ويقول مسئول جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في الداخل الفلسطيني سليمان فحماوي،" إننا نبرز في كل عام قبور الشهداء في مقبرة اللجون بواسطة الشواهد، والنصب التذكاري لمهجري القرية، وعقب ذلك يقتحم مندوبو دائرة الاحتلال، وما يسمى ب"الدوريات الخضراء"، لتزيل تلك القبور".
ويشير إلى أنه ذكرى النكبة لهذا العام، أعاد مهجرو "اللجون" وأهالي مدينة أم الفحم نصب الشواهد والنصب التذكاري مجددا، فيما عادت طواقم الاحتلال وأزالتها، بحجة أنها "أراضي دولة"، لافتا إلى شواهد القبور خطت بأسماء شهداء قرية اللجون، وتاريخ استشهادهم، فيما زينت بعلم دولة فلسطين.
ويمضي فحماوي بالقول،" إنه في كل مرة يهدم فيها الاحتلال شواهد قبور مهجري قرية اللجون، سنعيد إقامتها مرة أخرى، حتى تبقى شاهدة على الحق الفلسطيني داخل القرية المهجرة، وذلك شاهدة على جرائم الاحتلال البشعة بحق قبور الأموات".
وتقع قرية اللجون في قضاء مدينة حيفا المحتلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إذ تعد قرية مهجرة، احتلتها العصابات الصهيونية خلال أحداث نكبة تهجير الشعب الفلسطيني في العام 1948، لينزح من قدر له النجاة من مجازر الاحتلال في مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني المحتل.
المصدر : حيفا – الوطنية: