على الرغم من ترحيل كافة سكانها الأصليين قسرا في مايو من العام ١٩٤٨، وإقامة مدينة "هرتسيليا" على أنقاض منازلهم المهجرة، إلا أن قرية "الحرم" شمال مدينة يافا الساحلية في الداخل الفلسطيني المحتل، حاضرة في الذاكرة الفلسطينية، عبر مسجدها "سيدنا علي"، الذي ما زالت حجارتها ماثلة حتى اليوم، تماما كما مئذنته.
ويحافظ "سيدنا علي" على هوية "الحرم" الفلسطينية الإسلامية، إذ يصارع البقاء وحيدا أمام الهجمات الاستيطانية، والمخططات التهويدية، ليكن شاهدا على أملاك الفلسطينيين الذين غيبهم الاحتلال عن أرضهم منذ ٧٥ عاما، ويرحلهم إلى الضفة الغربية، وقطاع غزة، أو داخل المخيمات الفلسطينية في الشتات.
وتعد "الحرم" قرية فلسطينية مهجرة، كانت تنهض على تل من الحجر الرملي قليل الارتفاع في السهل الساحلي الأوسط، مشرفة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، شمالي مدينة يافا المحتلة وعلى بعد 16 كم عنها، بارتفاع 25 م عن مستوى سطح البحر.
وبلغت مساحة القرية السكنية حوالي 18 دونما، من إجمالي مساحة أراضيها البالغة 8065 دونم، لتحتلها العصابات الصهيونية، وتطهرها عريقا في يوم 12 أبريل من العام 1948.
الحاج صالح عبد الرزاق (83 عاما) نزح من قرية الحرم إبان نكبة التهجير مع عائلته حين كان يبلغ من العمر (8 أعوام)، ليستقر به الحال في مخيم طولكرم على مدار 75 عاما حتى اليوم.
ويقول الحاج الثمانيني،" إنني لا أنسى معالم قريتنا حتى اليوم، إذ كنت أذهب إلى البحر يوميا، لمشاهدة الصيادين والبواخر التي كانت تمر عبر يافا، متجهة إلى دول العالم".
ويسترسل عبد الرزاق،" إن مسجد سيدنا علي الباقية معالمه حتى يومنا هذا، كان يقصده الزوار من شتى أنحاء فلسطين، للصلاة فيه، وذبح ماشية الأضاحي والنذور على مقبرة منه".
ويصف الحاج صالح حياة الفلسطينيين في قرية "الحرم" قبل نكبة التهجير،" إن الحياة في القرية بسيطة للغاية، فسكانها كانوا يعتمدون على الصيد والتجارة، وكانوا يستقلون الجمال خلال تجارتهم، مستذكرا والده الذي كان يسافر من يافا إلى بلاد الشام عبر الجمال التي تحمل برتقال يافا.
المصدر : يافا – الوطنية: