سنوات مضت خُضنا فيها مُعترك العمل الإنساني والتطوعي بجدارة واقتدار، تحت مظلة المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني "فتا" ، خدمة لأبناء شعبنا في الوطن ومخيمات الشتات، برئاسة رئيس مجلس الإدارة د.جليلة دحلان( أم الفقراء).

نقف اليوم أمام عظمة سيدة قادت العمل الخيري في "فتا" على مدار عشرين عامًا، ليتجلى أمامنا مشهد تَفخر به البشرية ويسطره التاريخ بمداد من ذهب، لمَن وهبت نفسها ووقتها في خدمة الناس.

إنها سيدة المواقف الفلسطينية بامتياز وصانعة الأمل في نفوسنا، نزداد تفاؤلًا كلّما لمحنا في وجهها ذلك النور الممزوج بالرغبة بالعمل والإنجاز والنجاح لأجل أبناء شعبها.

شخصيةٌ لا تعرف الركونْ ولا المستحيل ولا النكوص ولا التراجع ، شخصيةٌ تتجسدُ فيها كل معاني الإصرار على النجاح؛ فهي تحمل في قلبها وعقلها هموم الإنسان الفلسطيني أينما كان، قلبها يتسّع لكل الناس، وتتسلّح بقوة الإيمان بالعمل الإنساني وأهدافه النبيلة التي تخفف عن الناس ابتلاءاتهم، وتساهم في بناء مستقبلهم.

ولأن الواجب يُحتّم علينا أن نضع في بؤرة الضوء أولئك الذين يصنعون الأمل للناس، من خلال مشاريع وبرامج خيرية ؛ فمن العدل أن نذكر مَن قلبها موطنًا للرأفة والرحمة على كل يتيم ومحروم ومنكوب، نذكر الجليلة.

وعلى رأس كل قضية إنسانية أو تطوعية نجدها حاضرة، ليس حبًا في الظهور الإعلامي وهي أبعد ما تكون عنه، ولا بحثًا عن مجدٍ شخصي – وهو لا ينقصها - بل ترجمة لمبدأ إنساني تنادي به دائمًا، انطلاقًا من قناعتها ومبادئها الوطنية الأصيلة.

 تجوب أصقاع الأرض، تحمل رسالة خالدة – رسالة الحب والخير للإنسانية جمعاء - خاصة لأبناء شعبها الصابر، وتطرح رؤيتها الانسانية الخيرة وتُبشر بها أينما ارتحلت وحلت، لخدمة الفئات المحرومة والمهمشة (الأيتام ، الأطفال ، المرأة ، أصحاب الحاجة والعوز ، المرضى ، ذوي الاعاقة ، والشباب)،  سعيًا منها في تحقيق الكرامة الإنسانية والنهوض بواقع هذه الفئات.

تجربة حياة عشناها مع أم الفقراء ونشهد لها شهادة حق للتاريخ في نزاهتها وشفافيتها وموضوعيتها في العمل، ونُشيد بتوجيهاتها الحكيمة التي لم تفرّق يومًا بين أي من الناس، ولم تحرم أحدًا من مشاريع فتا الخيرية لأي اعتبارات حزبية أو مناطقية.

طُوبى لأم الفقراء المتسلّحة بالعزيمة والإرادة والإيمان بالعمل الخيري، طُوبى لها وهي التي لا تفارق الابتسامة محيّاها حين تحقق للناس أحلامهم وطموحاتهم وتشاركهم الفرح والسرور.

طُوبى لأم الفقراء وهي تزيح الكآبة عن المحرومين من نعمة الإنجاب وعن الشباب المتعطّلين والسيدات المعيلات وكبار السن وطلبة العلم والخريجين من الجامعات وعن كل مهموم من أبناء شعبها.

طُوبى لأم الفقراء وهي تنتصر لشعبها وتصنع لهم الأمل نحو المستقبل، فمسيرة العمل التي شَقتها "فتا" بعزيمة وإرادة منذ انطلاقتها قبل عشرين عامًا مكّنتها لتكون الحارس الأمين والضمير الحي والقلب النابض بالحب والعطاء وخط الدفاع الأول عن حقوق الإنسان الفلسطيني على طريق الحرية والعدالة الاجتماعية.

أم الفقراء .. قلبها الكبير ينبض حبًا لفلسطين الوطن والشعب.