سنوات طويلة وانتو بتجتمعوا والسلامات والتحيات والضحكات الحلوة، الشعب كل مره كان يفرح ويفرح، ويطلع في الشوارع مبسوط، لكن بعد وقت قصير يعود للقهر.
لكن في هاي المرة والآمال والأنظار تتجه للقاهرة، الأنفاس محبوسة والقلوب تلهج بالدعاء أن يوفق الله الطرفين، وتنتهي الملفات اللي ظلت عالقة لسنوات وأفشلت المصالحة.
على رغم الأجواء والتصريحات الإيجابية من الجهتين، إلا أن الشعب لن يسمح لكم بالعودة منقسمين.
الشعب في غزة والذي عانى على مدار 11 عاماً لن يسمح لكم بأن يبقى يعاني من الكهرباء، وبصراحة هو زهق "الليدات" و"اليوبي أسات" و"المولدات".
الليدات اللي في ناس مش لاقية تركبها في بيتها، حولت عيونا وجابتلنا الإكتئاب والزهق، هي قصة كل بيت وكل شاب وكل طفل، وجدول الكهرباء اللي احفظناه أكثر من جدول الضرب.
خبر فتح معبر رفح صار حلم كل غزاوي، والرواتب صارت كوابيس لدى الأطفال، والشغل صار مستحيل عند الطلاب الخريجين، اللي كان في عز شبابه قبل الانقسام، الأن يقترب على مرحلة 40 وهو ما عملش إشي في حياته ومنهم بيدور على وظيفة ومقضيها سواق على الخط أو عامل في أحد المقاهي.
المصالحة حلم الأب والأم اللي ابنهم صار عمره 35 سنة ومش قادرين يزوجوه، قلوبهم بتتقطع وهو قدامهم مش قادر يحقق أبسط أحلامه، مش قادر يحكي ولا يعلي صوته، بيحاول يقضيها بأي شغلة حتى لو عامل إلا أنه حظه نحس والبلد واقفة والاقتصاد واقع.
حتى السواق اللي أمه داعياله ولقى سيارة يشتغل عليها، بشتغل 12 ساعة ما بشوف بيته ولا أهله ويدور في الشوارع طول اليوم، وأخر النهار يادوب محصله 30 شيكل في أحسن الأحوال، كمان هذا خريج وبيدور على أمل، وما حيسمحلكم تفشلوا لأنه بده يلحق جزء من حلمه.
وبوابة السجن " معبر رفح" اللي حرم الأهل من بعضهم، وحطم أمل العلاج لمرضى السرطان والكبد وغيرها من الأمراض اللي داهمتنا بقوة، حتى الطالب صارت بتضيع سنين من عمره وهو بستناها تفتح ومش رادية تفتح.
بين كل فتحة وفتحة شهور بتعدي وحلم بيسقط ومريض بيموت، وأمل بينتهي، والمبرر " ترميم المعبر"، والناس هاي مش محتاجة ترمم كل هذه السنوات الطويلة من العذاب والقهر والكبت.
الآلام اللي سببها المعبر كبيرة وبدها كتب وموسوعات، لكن راضيين نمحيها بس تروحوا متفقين، شو الفرق بين غزة وضفة، فتح وحماس، شعبية وديمقراطية، بيكفينا قهر، خلونا ننسى التفكير في الهجرة ليل نهار، خلونا نفكر نبني وطن مش ممكن ننساه.
خلاص بيكفي مش قادر أكتب قهر، وحابب أكتب حلم تحقق، وقصة أهل تجمعوا بعد فرقة سنوات، وطالب صار بجامعته وببعت صور الفرح لأبوه وأمه.