مساء امس تجرأت قوة اسرائيلية خاصة متخفية بسيارة او سيارات مدنية فلسطينية و دخلت شرق خان يونس و اقدمت على اغتيال احد القيادات العسكرية الميدانية لحماس الشهيد نور بركة.
القوة الاسرائيلية الخاصة تم اكتشافها من قبل القوات الفلسطينية، و تم ملاحقتها و الاشتباك معها .
لم تنجح هذه القوة المتسللة بالانسحاب الا بعد تدخل الطيران الحربي الاسرائيلي و بعد ان قُتِل ضابط اسرائيلي كبير الذي كان قائدا لهذه الوحدة الخاصة. وكذلك تم استشهاد سبعة فلسطينيين .
لولا تدخل الطيران الاسرائيلي الذي باشر بالقصف و تشكيل حزام ناري لتأمين انسحاب القوة الاسرائيلية المتسللة لما عاد احد من افراد هذه القوة سالما. مع ذلك الخسائر الاسرائيلية مؤلمة بالنسبة لهم .
هذة العملية الاسرائيلية الخاصة اتت في وقت غير مناسب نهائيا ، و يتناقض مع المشهد الذي ساد بعد ادخال الاموال القطرية وفي اجواء مغايرة تماما في ظل تقدم الجهود المصرية نحو تجنب عدوان جديد على غزة و تحقيق بعض الانفراجات في الوضع الانساني.
مع ذلك ، التقدير ان هذا الحدث لن يؤدي الى تصعيد او الانجرار الى حرب ، وردود الفعل خلال الحدث الامني و الساعات الاحقة حتى هذه اللحظة تشير الى ان الطرفين قررا امتصاص الحدث .
اسرائيل المعتدية و التي اغتالت قيادي قسامي تدرك انها دخلت عش الدبابير تريد ان تخرج من هذا الموقف المحرج باقل الخسائر ، وفي حال تطور الامر الى عدوان ستكون هي المتهمة امام المجتمع الدولي بانها هي الطرف الذي كان سببا في هذه الحرب.
لذلك استوعبت قتل الضابط الكبير و جرح آخر، و استوعبت الاهانة و استوعبت اطلاق القذائف و الصواريخ التي اطلقت من غزة دون ان يكون هناك ردود فعل معتادة.
من ناحيتهم خرجوا بأقل الخسائر ، لان هذا الفشل كان من الممكن ان يكلفهم اكثر من ذلك بكثير ، وكان بالامكان ان لا يعود احدا من هذه القوة سالما سواء كان قتيل او اسير.
اما بالنسبة لحماس و على الرغم من الخسائر البشرية ، وعلى الرغم من الاعتداء الاسرائيلي السافر من خلال الاقدام على اغتيال احد القيادات العسكرية الا ان اكتشاف القوة و ملاحقتها و قتل قائدها و جراحة اخر بجراح متوسطة يعتبر انتصارا كبيرا ، لذلك لم تتهور حماس او اي من الفصائل الفلسطينية المسلحة بالانجرار الى مواجهة في هذه المرحلة. هذا لا يعني ان تداعيات هذا الحدث قد انتهت.
لذلك اعلنت اسرائيل الاستنفار و منعت الذهاب الى المدارس في كل محيط غزة و على مسافة سبعة كيلو مترات تحسبا لهجومات مباغته من قبل فصائل المقاومة.
تقديري الشخصي ان الطرفين سيعملان على استيعاب الحدث واستخلاص العبر و النتائج الى حين اللقاء في مواجهة قادمة.
اسرائيل ستحقق في مواطن الخلل التي ادت الى اكتشاف قوتها الخاصه و الخسائر التي تكبدتها و كيفية معالجة الموقف الى حين تأمين عودة هذه القوة الى قواعدها.
وحماس ستحقق في كيفية اختراق هذه القوة للحدود و الدخول متسلله الى عمق ثلاثة كم في الاراضي الفلسطينية و تنفيذ عملية اختيال لاحد قياداتها العسكرية.
وكذلك بلا شك يتم التحقيق في كيفية التعاطي مع الموقف خلال الاشتباك المسلح و ما تبع ذلك من قرارات ميدانية سريعه.
[email protected]