انتظرت قدوم الليل وسكونه المعتاد، الخالي من ضجيج الحياة لأعلن السفر والابتعاد، السفر في مقال رثاء لشاعر العراق الأجمل "خضير هادي"، والابتعاد في لغة الضاد حتى نتمكن في مقال بسيط إيفاء شاعرنا الراحل أقل حق في رثاءه في الذكرى السنوية على الرحيل والغياب.
الشاعر العراقي "خضير هادي" رحل عن عالمنا مبكرًا عن عمر يناهز 57 عامًا إثر نوبة قلبية مفاجأة، لم تستأذنه في المجيء من أجل أن يكمل مشوار دربه المضيء بالقصيدة الشعرية البسيطة وغير المعقدة في مفرداتها، والعميقة عمق الاشتياق لما غابوا وأعلنوا لحظة الفراق دون استئذان، لكي تبقى ذكراهم عنوانًا طيب الذكر والأثر لمعنى الحياة في رحاب عالم الفكرة والإنسان، وهكذا كان رحيل شاعرنا الأجمل خضير هادي رحيل بلا مقدمات، لأنه رحيل الخلود الباقي في الحياة الممزوج بعبق الذكريات، والمعتق بعطر الكلمات والقصائد التي تركها لنا إرثًا جميلًا خضير هادي.
خضير هادي شاعر العراق الحزين دومًا، التي رسمت على ملامح وجهه لغة الحزن والألم الممزوج بالأمل، التي تشبه في معالمها خارطة الوطن الذي يجمع كافة الحكايات والتفاصيل في إنسان وشاعر كان يعتصر شوقًا لوطنه وهو في وطنه، والذي كان رحيق الحنين المسافر في نهري دجلة والفراق بماء دمع العين والأنين.
خضير هادي.. الذي كتب العديد من القصائد، والتي تم تلحين البعض منها لتكون قصائد مغناة في واقع عنوانه لا فرق بين الموت والحياة، لأنه الشاعر الذي كتب على جدار الليل بقلمه الأسود!
خضير هادي .. جاء على هذه الحياة بصمت ورحل بصمت وهدوء العارفين الواثقين، بأن الحياة وفي كافة تفاصيلها ما هي إلا رحلة كتبت على الإنسان منذ أول الزمان، لتمضي به عبر فصولها لنهاية المطاف، والذي عنوانه "الاختلاف"، اختلاف الرسالة الإنسانية من إنسان إلى إنسان، والتي اختلفت وحلقت رسالة شاعرنا الأجمل خضير هادي في ثوب شاعري ألوانه الزاهية هي مفرداته وبخيوط ملونة ومتعددة، لكي تعطي للشعر مذاقًا مختلف.
خضير هادي ... في رحلة حياته الشعرية وعبر مفردات قصائده، عاش حياة مشحونة بالألم والحزن والغربة ووجع الفراق وظروف الحياة الصعبة التي لا تطاق، ولكن وبرغم الرحيل والفراق استطاع أن يكتب اسمه في سجل الخالدين من الشعراء المؤمنين في الانسان الذي هو الأصل في الحياة والعنوان.
إلى روح شاعرنا الأجمل "خضير هادي" شاعر ليل العراق بقلمه الأسود وردة وسلام.