انتهت الانتخابات الاسرائيلية بفوز كبير لنتنياهو وشركاءه من الفاشيين ومن اليمين المتطرف دينيا وسياسيا ليعود بقوة كخيار وحيد للحصول علي خطاب التكليف لتشكيل الحكومة الجديدة
مخطىء من يعتقد ان سىموتريتش وبن غفير اكثر تطرفا من نتنياهو وحلفاءه المتدينين الاصوليين صحيح انهم اكثر وقاحة منه وهو اكثر دبلوماسية منهم في التعبير عن تطرفه وفاشيته ولكن بالمحصلة هو وهم علي نفس المسار السياسي المتطرف وعلي نفس منهجية المعالجة لكافة المقاربات السياسية والاجتماعية حتى وان اختلفت سرعة كل منهم علي نفس المسار لانهم ليسو وحدهم من بنى هذه المنظومة بل تحالف لقوى الشر والفاشية والعنصرية الدولية التى حمت تمثيل اسرائيل لمعتقداتها وافكارها وسياساتها ومصالحها وضربت بعرض الحائط كل قيم الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان لتحمي إسرائيل وفاشيتها ككيان وكأفراد.
نتنياهو سيشكل الحكومة الجديدة وبمشاركة اليمين الذي بناه هو سياسيا بدعواته المتطرفة وتنظيميا بجهوده لتوحيد المتفرقين تحت قيادته لمعسكر اليمين وقادهم جميعا للفوز وبالتالي لا يملك اليمين وقيادته صنيعة نتنياهو ترف التفاوض مع نتنياهو ومساومته بل فقط تحسين مواقعه في رقعة الحكومة التى فصلها نتنياهو ولا اظن انها بها متسع لاي شريك اخر من خارج معسكر اليمين المتطرف لانه يريد حكومة مستقره بنواة صلبه لا تذهب به نحو انتخابات جديده غير مضمونة النتائج.
قد يعتقد البعض ان نتنياهو سيبحث عن تحالف واسع خشية من نظرة المجتمع الدولي لحكومته او رغبة في الحفاظ علي مسار التطبيع مع بعض العرب او لاستمرار العلاقة مع الفلسطينيين ولكن الحقيقة ان ما يهم نتنياهو هو نتنياهو نفسه للخروج من ازمة المحاكمة والبقاء لاطول فتره ممكنه رئيسا تاريخيا لحكومة اسرائيل والحفاظ علي سياساته المتطرفة فعلا وليس قولا والتى خبرناها واختبرناها منذ العام ١٩٩٦ عندما جاء رئيسا للحكومة للمرة الاولي بدأ فيها مسار تدمير عملية التسوية واستبدل السلام بالاستيطان والتهويد في مقدمة لترانسفير محتمل هو لا يعارضه حتى لو لم ينفذه بيده
نتنياهو سيكون رئيسا للحكومة ليس بقرار رئيس الدولة او تحالف احزاب اليمين بل باصوات الاغلبية الشعبية في اسرائيل فحتى من لم يصوت لحز الليكود وصوت لليمن فقد كان يعرف مسبقا ان زعيم اليمين وملك حكومة اسرائيل القادم هو نتنياهو.
وبالتالي الفاشية لا تتمثل في بن غفير وسموترتش ونتنياهو فقط بل في كل من صوت لاحزاب فاشية ومتطرفة وحتى كثير من من صوت ليمين الوسط المسمى بمعسكر التغير.
إن فوز فوز معسكر اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو هو التعبير الحقيقي عن الانزياح في المجتمع الاسرائيلي من اليمين الي الفاشية الجماعية التى لا تهدد إسرائيل فقط بل تشكل خطرا علي العالم الحر ونموذج قد يدفع نحو مزيد من التطرف والعنف والعنصرية وهذا ما يجب التفكير في كيفية التصدي له سواء فلسطينيا او عربيا او لكل دعاة الامن والسلم الدوليين.