انخفض سعر الدولار الأمريكي الى أدنى حد له منذ 21 عاما دون تدخل البنك المركزي الإسرائيلي، حيث لم يقم المركزي بشراء الدولار لوقف انخفاض سعر الصرف، ما يعني انه مرشّح للانخفاض حتى 2.8 في الفترة القادمة . ولربما في العام القادم يعود للارتفاع الى نحو 4 شيكل للدولار كما حدث تماما قبل 15 سنة.
السوق الفلسطيني يحظى بحماية نوعا ما، وقياسا مع ما حدث مع الليرة اللبنانية والجنيه المصري وغيرها من الدول . فانه لا يوجد عملة فلسطينية لتنهار امام ألاعيب الدول المهيمنة على اقتصاد العالم . وفي فلسطين سلة عملات وليس عملة واحدة ( التعامل المالي في أسواق فلسطين يتم بالدولار الأمريكي والشيكل الإسرائيلي واليويو الأوروبي وبالدينار الأردني ).
الدولار الأمريكي هو العملة الوحيدة غير المدعومة بالذهب، وفي خمسينيات القرن الماضي قالت أمريكا للعالم : هذه جيوشي في محيطات وبحار العالم وهي تفرض سعر الدولار على الأسواق ولا داعي لضمانها بأرصدة الذهب . أي ان أمريكا فرضت سعر الدولار على العالم " خاوة " و" زعرنة " بقوة السلاح . وظل العالم يلعب لعبة رصيد الذهب فيما تلعب أمريكا بالعالم بقوة السلاح !!
ولا يكلف الدولار الأمريكي البنك المركزي سوى سعر الورق والطباعة ، وهي تستطيع ان تطبع تريليونات الدولارات وان ترميها في السوق متى تريد وكيف تريد وتحدد سعرها ، وتقدر أن تخفضه كما تريد وبالسعر الهابط الذي تريد . ثم تجمعه من الأسواق وتعيد بيعه لنفس الدول بسعر مرتفع حين تريد . وهذا ما يسمى تلاعب بالأسواق العالمية لحل مشاكل التضخم في السوق الأمريكي.
فكلما واجهت أمريكا مشاكل تضخم ومشاكل اقتصادية في العالم ، تقوم بخفض سعر الدولار ( الشعب الأمريكي لا يتأثر بالأمر اطلاقا لأنه لا يتعامل سوى بالعملة الامريكية ).
وبهذا تقوم أمريكا بخلق أزمة استيراد وتصدير لضرب السوق الصيني والسوق الروسي والأسواق النامية التي تقوم بتصدير البضائع والنفط والقطن والمواد الغذائية.
وبذلك لا ترضى أمريكا بلعبة التبادل التجاري وأن تربح مرة واحدة . وانما تريد أن تربح عدة مرات في نفس الصفقة ( بضاعة – نقد – بضاعة ) . وهي تنحر الأسواق النامية .
لماذا لم يتدخل البنك المركزي الإسرائيلي ؟
يقال أن إسرائيل تحتفظ ب120 مليار دولار كاش في خزائنها السرية . وهي سوف تربح اذا انخفض الدولار مقابل الشيكل وسوف تربح اذا اترفع الدولار مقابل الشيكل . ولا يعنيها كثيرا تحطّم مئات التجار والمصدرين . ولكنها ضامنة ومضمونة في هذه اللعبة .
السوق الفلسطيني و ( العائلة الفلسطينية ) ومنذ خمسينيات القرن الماضي لا تثق بعملة واحدة ولا تربط مصيرها ببنك مركزي واحد .