تابع الشعب الفلسطيني في الأسابيع القليلة الماضية مسار تطوّر المفاوضات بين حركتيْ فتح وحماس، هذا المسار الذي أطلقه كلّ من جبريل الرجوب ممثلا عن فتح وصالح العاروري ممثلا عن حماس.
وكان مقرّرا بين الفصيلين العمل على خطة مشتركة لمواجهة عدوان الاحتلال، إضافة لتوفير أرضية مناسبة لتنقية الأجواء المتوترة بين الحركتين منذ سنوات من أجل مصالحة حقيقية شاملة. للأسف، لم تجر الأمور كما انتظرها الكثير.
هناك تعثّر كبير في مسار التنسيق بين الحركتين. مقربون من جبريل رجوب تحدّثوا عن دفع هذا الأخير الثمن لرعايته مبادرة من هذا النوع. من داخل فتح، هناك معارضة قويّة لمسار الرجوب الذي بدا متسامحا ومتساهلا لحد كبير مع حماس للحدّ الذي يضرّ بمصالح فتح، وهو ما اعتبره البعض بمثابة الخيانة لرفقاء النضال وللمشروع الوطني. من داخل حماس أيضا هناك معارضة قوية للرجوب. في السنوات الماضية، تعرّض الكثير من المنتمين لحركة حماس بإشراف الرجوب لتضييقات واسعة.
كان الرجوب قاسيا مع حماس، وهذا معروف في الأوساط الداخلية لهذه الحركة. المتابع عن كثب للشأن الفلسطيني يعلم أنّ مصالح الرجوب قد تضرّرت نتيجة هذه المبادرة. الكثير من القيادات من الفصيلين لم تكن راضية على أداء هذا القياديّ ووجوده في موقع المُفاوض والمُنسّق. هذا الضغط الداخلي والخارجي الذي يتعرض له الرجوب جعله يعيد التفكير في مهمته الحالية. مصادر مرتبطة بجبريل الرجوب تحدثت عن تفكير هذا الأخير في الانسحاب من قيادة المحادثات مع حماس لأنه يرغب في تجنب المزيد من الهجمات في وسائل الإعلام، وهو قبل كلّ شيء رجل أعمال ورياضة وله منصبه المرموق كقائد للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
لا يزال غير واضح ما إذا كان الرجوب سيواصل مسار المفاوضات مع حماس أم أنه سيعلن انسحابه. مبدئيا، هناك مؤشرات كثيرة تشير لاحتمال انسحاب الرجوب من مهمته الأخيرة. تبقى الأيام المقبلة كفيلة بتأييد هذه الفرضية أو نفيها