بات من الضرورة الوطنية اليوم أن يدرك الشارع الفلسطيني وجماهيره العريضة أن الرهان الوطني يقع على عاتقه وحده في التصدي لخطة الضم الاستعمارية الشهر المقبل سواءً كانت عملية الضم كلية أو جزئية أم على مراحل متعددة ، ضمن سيناريوهات متعددة تضعها حكومة الاحتلال وسط عجز فلسطيني واضح وصمت عربي لعدم وجود رأي مساند وراجح ، وفي ظل انشغال العالم بأسره في جائحة كورونا التي غيرت المعادلات وجاءت بالمتغيرات.
ما نشاهده اليوم من تصريحات سياسية مناهضة لخطة الضم الاسرائيلية لا تتعدى حدود المصطلحات المستهلكة التي لم تأت بجديد ، ولم يتيقن أصحابها أن خطة الضم بوابة الدخول إلى صفقة القرن الأمريكية ، ولم يدرك جموع الساسة قبل فوات الأوان أن اعتراف الولايات المتحدة وبعض الدول بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وأن التهويد المستمر ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية والاستيلاء على أملاك المواطنين المقدسيين ، وصمت المجتمع الدولي ، ومهادنة وحيادية بعض الأطراف الاقليمية سيكون بمثابة وابلاً على رؤوس الساسة الفلسطينيين ، في ظل انقسام سياسي بغي وانعدام الأفق والرؤية وتشتت وحدة الهدف ، وضياع المجتمع الفلسطيني نتيجة انهيار معالم الحياة على كافة الصعد والمستويات.
عملية الضم الاسرائيلية القادمة لا تحتاج في مواجهتها فلسطينياً إلى مزيد من المواقف الخطابية ولا تحتاج إلى الاسهاب في اختيار وابتكار المصطلحات السياسية ، ولا تحتاج إلى مواقف موسمية من الجهات الرسمية ولا اجتماعات في باحات المكاتب الفصائلية والسياسية.
ما تحتاجه فعلياً عملية الضم الاسرائيلية من أجل مواجهتها وافشالها صدق النوايا وتكثيف الجهود وازالة كافة العراقيل والقيود التي تقف في وجه الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ، فدون ذلك لن يكون إلا عبارة عن زوبعة في فنجان وحوار بين الطرشان !