كم هو جميل وغريب قطاع غزة ، وكم يزداد قوة حين الأزمات والصدمات ، انه الشعب الفلسطيني في غزة نسل ، صبرٌ على الابتلاءات ، وعوّد نفسه على الصبر والرضا، وتكتم عن مظاهر السخط والصراخ..
يوم الخميس الأسود في النصيرات، وإشتعال النيران فى العديد من المحلات والمؤسسات فى المخيم المكتظ بالسكان والأطفال وجدنا الكثير من فرسان المخيم من هب وألقى بتفسه وسط النيران الملتهبة لينقذ طفلا او شيخا او امرأة، ومنهم من قضى نحبه شهيدا فى سبيل الآخرين
وجدنا اطفال ونساء ورجال يحملون المياه فى أوعية تقليدية وبهمة عالية لينقذ من حاصرتهم النيران، وهاهي مضخات الباطون تملأ أكوابها بالمياه ويقتحم فرسانها النيران لاخمادها وتقليل الضحايا ..
بعد اربع ساعات من الصراع مع النيران تمكنت السواعد النقية التى عملت بروح الفريق الفلسطيني المعهود ، ودفن أهالي الشهداء موتاهم فى البريج النصيرات، بجنازات يبدو فى عيون آميها الصبر والتعالي على الجراح، وفي اليوم الثاني من المصيبة الكبري، توزع الفلسطينيين بين نصب بيوت العزاء لأشقائهم، وآخرون لعيادة الجرحى والتبرع بالدم..
وكان الأهم هو مبادرة الشباب الطوعية لإزالة آثار الدمار ورائحة الحريق التى كست المخيم الحزين ..
وفى باقى أنحاء قطاع غزة كان المشهد الدمث، فرغم قلة الحيلة والفقر المدقع الذي هاجم غزة منذ عقدين من الزمن الا ان فضيلة التكافل لم تختفي وتبرع فقراء غزة وبعد فريضة الجمعة بمبلغ ، 32000.500 دولار للمنكوبين فى حريق الخميس الاسود..
كم انا عظيم يا قطاع غزة لشعبك الفلسطيني الأبي العصي على الانكسار، حقا انت خزان الثورة، والحبل السري للقضية الفلسطينية الحية دوما فى صدرك الثائر..