في ظل الأوضاع المعيشية المأساوية التي تعصف بالناس في قطاع غزة نتيجة ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتفشي الازمات واستمرار تداعيات الحصار الاسرائيلي والإغلاق وحالة الانقسام المدمر، التي تلقي بظلالها على كافة مناحي الحياة في القطاع، بات من المهم العمل على معالجة تلك الآثار وتداعياتها بكل الطرق الممكنة.

الحكومة الغائبة عن معاناة الناس والرافعة لشعار التمكين مقابل الدعم ورفع العقوبات، بحجة الضغط على حماس لإنهاء حالة الانقسام، حولت حياة الناس في غزة إلى جحيم، في الوقت الذي كان من المفترض أن تمثل فيه الكل الفلسطيني وأن تلتزم بواجباتها وتقدم خدماتها للمواطنين دون شروط أو قيود.

في هذا الوقت العصيب الذي يمر على القطاع وإيماناً بأن العمل الانساني أحد أهم السبل لرفع المعاناة عن الناس من خلال المشاريع والمبادرات الخيرية والتي تصب بشكل مباشر في خدمة الحالات الانسانية، أعلنت رئيس مجلس إدارة المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني "فتا" د. جليلة دحلان، عن وقف تمويل مشاريع الزواج وعلاج العقم ودعم الطلبة والمشاريع الطبية المختلفة التي ينفذها المركز، بهدف تكثيف الجهود في مشاريع إغاثية عاجلة وتحويل الدعم للحالات الأشد فقراً.

توجهٌ في محله وتوقيته المناسبين من أم الفقراء التي تبذل كل جهدٍ لإزاحة الهم والأسى ووجع وقسوة الحياة عن الفقراء وتعمل ولو بالحد الأدنى على سد احتياجاتهم الأساسية.

فريق العمل التطوعي في "فتا" المسلّحين بالأمل وبإيمانٍ عميق وفخرٍ واعتزاز بعملهم التطوعي، ووفق توجيهات أم الفقراء انطلقوا لزيارة الأسر المعوزة وتوزيع وجبات الطعام عليهم.

 عملٌ لربما يقلل البعض من أهميته ممن لا يفهمون مدى حاجة الناس لأبسط مقومات الحياة ألا وهو "الطعام" الذي أصبح من الصعوبة على كثير من الأسر توفيره، خاصةً أن كثير من أرباب الأسر هم معطلين عن العمل في هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه القطاع.

 فكرة وأهداف حملة "إغاثة الفقراء" التي ينفذها المركز في قطاع غزة، سامية بلا شك، فهي تستهدف الحالات شديدة الفقر والتهميش، لما لها من أهمية كبيرة في سد احتياجات الأسر الفقيرة من الطعام في كل يوم جمعة من كل أسبوع لما لهذا اليوم من خصوصية، مع التفاف أهل الخير والمقتدرين حول الفكرة ودعمها، الأمر الذي سيساهم حتماً في توسيع دائرة المستفيدين منها.

والمتابع للصفحة الرسمية للدكتورة جليلة دحلان على الفيس بوك يرى حجم المناشدات من المهمشين والمعذبين وأصحاب الحاجة في غزة والذين يطلبون العون والسند، وتلبية مناشداتهم وفق معايير العمل المُتبعة في "فتا"، والتي تتسم بالموضوعية والنزاهة والحيادية، الأمر الذي نلمسه بوضوح من خلال الردود والثناء الكبير من المواطنين في تعليقاتهم ومداخلاتهم على منشورات المركز.

 عاشت فتا وإدارتها الحكيمة التي ما صدت إنسانًا طرق بابها، والتي لامست كل جرحٍ وكانت ولا زالت بلسماً يُخفف ولو بالقليل عن الفقراء ضنك العيش وضيق الحال.

الشكر والتقدير لفريق فتا الشبابي التطوعي على كل جهد وعمل يبذلونه خدمةً للناس.