في خطاب استمر ثلاث ساعات وصفق الحضور فيه 232 مرة، سرد الرئيس الفلسطيني محمود عباس البرنامج السياسي لحركة فتح، حيث أكد تمسكه بخيار السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين كخيار استراتيجي.
وقال الرئيس محمود عباس في خطابه إن السلام لن يكون استسلاما وبأي ثمن، مهددا بسحب الاعتراف بإسرائيل في حال لم يتم إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وفق ما قاله.
واعتبر الرئيس أن 2017 عام إنهاء الاحتلال، وقال: "نتمسك بثوابتنا بضرورة تجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين استنادا لقرار الجمعية العامة 194 وكما حدد في مبادرة السلام العربية لعام 2002".
وطالب بحل قضايا الوضع النهائي كافة استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، لاسيما مدينة القدس، باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والتأكيد على رفضنا الحديث عن القدس باعتبارها عاصمة لدولتين، أو عاصمة فلسطين في القدس".
وجدد أبو مازن "رفض الحلول الانتقالية أو المرحلية والمجتزأة، والدولة ذات الحدود المؤقتة، وما يسمى الوطن البديل، أو إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، ورفض الدولة اليهودية"، مطالبا إسرائيل بوقف النشاطات الاستيطانية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة.
واعترف عباس في خطابه بأنه كان من أوائل القادة الفلسطينيين الذين تواصلوا مع الإسرائيليين في بداية سبعينيات القرن الماضي وذلك لإجراء مفاوضات معهم.
وشكر الرئيس عباس خالد مشعل على كلمته التي ألقيت نيابة عنه في المؤتمر الافتتاحي يوم أمس واصفا إياها بالعظيمة والممتازة.
وشكر عباس دولة قطر، وأبدى استعداده لزيارتها عقب انتهاء المؤتمر الفتحاوي في حال دعوته للإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، قائلا إن الحل الأمثل للانقسام هو العودة لصندوق الاقتراع.
وعلى الجانب الدولي، قال عباس إن الفلسطينيين سيواصلون السعي للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومواصلة العمل على انضمام فلسطين للمؤسسات والمنظمات والمواثيق والبروتوكولات الدولية.
وطالب عباس بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني بسبب وعد بلفور الذي أعطى وعدا لليهود بإقامة وطن قومي لهم.
ووصف الرئيس الفلسطيني ما جرى ويجري بالمنطقة بأنه "ليس ربيعا ولا عربيا" في وصفه للربيع العربي.
التحالف العربي
من جهته، قال مدير مركز القدس للدراسات على صفحته في "فيسبوك" الكاتب علاء الريماوي إن "الخطاب الطويل جاء فيه 232 تصفيقة منها 4 طويلة، وواحدة حارة هو مشهد استعراضي للتاريخ القديم دون تمجيد للمقاومة وتأكيد على برنامجه السياسي مع غياب واضح لمنافسيه".
وأكد الريماوي أن الرئيس برغم الابتسامة الظاهرة، فهو يدرك أن تحالفه العربي قد انفض عنه، وأن ما بعد المؤتمر سيكون محطة جديدة لترتيب علاقات مع دول أرادت عودة دحلان.
وأوضح أن الرئيس أطاح ببرنامج المؤتمر السادس لفتح، والذي حافظ على الكفاح المسلح كثابت في حال اعتماد برنامجه السياسي.
وختم الريماوي حديثه قائلا إن المصالحة لن تكون ثمرة، ولكنها ستكون أقل حدة من ذي قبل، وذلك لضمان عدم انفراط عقد تحالفه خصوصا مع مصر، أو كما قال.
المصدر : الوطنية