قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله إن انطلق عمل حكومته لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وبناء مؤسساته وتطويرها ليواكب ويكمل الجهود الدبلوماسية الحثيثة لإعمال حقه في الحرية والخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي والتهيئة لتجسيد الدولة.
وأضاف الحمد الله خلال كلمته بحفل اعتماد قانون المعهد الوطني الفلسطيني للصحة العامة اليوم الأربعاء برام الله: أنه "جاء الاهتمام بتطوير وإصلاح قطاع الصحة في صلب هذا الجهد، فهو مؤشر هام على قدرتنا على إدارة الدولة ورعاية شؤون المواطنين".
وبين أن ينتظر "اليوم إلى تأسيس وتفعيل معهد الصحة العامة بكثير من الاهتمام، فهو حجر الأساس لتوحيد البيانات الصحية في جميع المستشفيات ومراكز الصحة الأولية في محافظات الوطن كافة، لتطوير سياساتنا وخدماتنا الطبية، وتنمية وتحسين الصحة المجتمعية، وتكريس مجتمع سليم معافى"، وفق قوله.
وتابع رئيس الوزراء: "يأتي احتفالنا هذا، في خضم المعاناة الإنسانية التي يحياها شعب فلسطين، وهو يواجه احتلالا عسكريا ظالما، يضيق عليه الخناق، ويستهدف حياته بالقتل والاعتقال وأعمال التنكيل، ويصادر أرضه ومواردها، ويحكم حصاره على قطاع غزة المكلوم، ويفرض مخططات التهجير على أهلنا في القدس والأغوار وفي الخليل وسائر المناطق المسماة (ج)، التي يمنع فيها جهود التنمية والمأسسة والبناء".
واستطرد الحمد الله: "لقد تبلورت فكرة إنشاء هذا المعهد، بناء على احتياجات واقعية لأبناء شعبنا تلمسها العاملون في القطاع الصحيّ الفلسطينيّ كحاجة أساسية للنهوض بواقع قطاع الصحة وتلبية المزيد من احتياجات شعبنا، لتتوج باتفاق رسمي بين فلسطين ومنظمة الصحة العالمية والحكومة النرويجية التي تمول هذا المشروع الحيوي والهام، ليواصل نموه وعمله، ويصبح هذا المعهد، إنجازا وطنيا بل وعربيا واقليميا أيضا، حيث يعد النموذج العربيّ الأول في هذا المجال، والذي تسعى منظمة الصحة العالمية إلى تعميمه ونشره".
وأوضح رئيس الوزراء: "لأننا ندرك تماما أن البيانات الصحية العلمية والموثقة هي الشريان الرئيس لخدمات صحية متطورة تلبي احتياجات المواطنين وتصون صحتهم وسلامتهم، فقد حرص مجلس الوزراء على أن يتمتع المعهد بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، وعملنا على مده بالزخم القانوني اللازم، كخطوة على طريق تحفيز عمله وتنظيمه والاستثمار طويل الأمد بالجهود والموارد المتاحة، ليتولى بناء المعلومات الوطنية الصحية التي يستفيد منها مزودي الخدمات الصحية ووزارة الصحة بمؤسساتها ومراكزها ومستشفياتها".
وأردف الحمد الله: "لقد استطاع المعهد، وبزمن قياسي تحقيق العديد من الإنجازات النوعية الهامة، وفي مقدمتها مرصد القوى البشرية العاملة في القطاع الصحي والمسجلين في النقابات الصحية، كما تم عمل مسح شامل لكافة المرافق الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبدأ، بالتعاون مع وزارة الصحة، بتطوير سجلات الوفيات والسرطان والصحة الإنجابية، ودعم وتشجيع البحث العلميّ، بالعمل الوثيق مع الجامعات ومراكز الأبحاث، للاستفادة من دراسة وتحليل وتفسير البيانات الصحية في الاستطلاعات والتقارير والدراسات، وتكريس قاعدة بيانات دقيقة ومعتمدة ومدروسة".
وذكر: "أن إنجاح هذا المشروع الوطني، هو مسؤولية نتشاركها جميعا، مؤسسات وأفراد، لتمكينه من تحقيق هدفه في نقل المعرفة من إطارها النظريّ إلى الواقع العمليّ والمساهمة في بلورة ووضع سياسات وتدخلات صحية سليمة تستجيب للواقع وتلبي حاجات المجتمع والتنمية، وفق الحمد الله.
المصدر : الوطنية