قال مركز أسرى فلسطين للدراسات إن الاحتلال صعد بشكل كبير من استهداف الاطفال بالاعتقال خلال العام الجارى، حيث ارتفعت اعدادهم مؤخرا إلى ما يقارب 370 طفل ، ودفع الاحتلال لافتتاح اقسام جديدة لهم في سجن مجدو وعوفر، بينما يتواجد عدد منهم في مراكز التحقيق والتوقيف في ظروف قاسية للغاية.
وأضاف المركز في تقرير بمناسبة يوم الطفل العالمي الذى يصادف اليوم العشرين من نوفمبر "برزت في الشهور الاخيرة ظاهرة فرض الاعتقال الإداري على الاطفال القاصرين حيث لا يزال 7 منهم تحت الاعتقال الإداري دون تهمه ، كذلك لجأ الاحتلال الى اعتقال اطفال قاصرين لا تتجاوز اعمارهم 12 عام، وقد اجمع غالبية الاطفال الذين اعتقلوا على انهم تعرضوا للتنكيل والضرب حين الاعتقال" .
وتابع المركز "أن الاحتلال جعل من استهداف الاطفال الفلسطينيين بالاعتقال الخيار الأول، بعد أن كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات اعتقال الأطفال الفلسطينيين خلال انتفاضة القدس، وتعرض جميعهم إلى الاعتداء بالضرب المبرح حين الاعتقال، وزج الاحتلال بهم في ظروف قاسية، في مراكز التوقيف والتحقيق ومارس بحقهم كل أشكال الانتهاك والتعذيب والضغط النفسي والجسدي".
بدوره، أوضح الناطق الإعلامي للمركز رياض الاشقر أنه على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتحديداً اتفاقية حقوق الطفل، شددت على ضرورة توفير الحماية للأطفال ولحياتهم وتوفير فرص النماء والنمو، وقيّدت هذه المواثيق سلب الأطفال حريتهم، وجعلت منه "الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة".
وأضاف "إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من اعتقال الأطفال الفلسطينيين هدفا عاجلاً ، واقدمت على اعتقال الالاف منهم منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية ، حيث وصلت حالات الاعتقال بين الاطفال منذ انتفاضة القدس فقط اول اكتوبر من العام الماضي ما يزيد عن (2500) حالة اعتقال" .
واعتبر "الأشقر" إصدار الاحتلال احكام مرتفعة بحق الأطفال، يأتي في اطار الانتقام والإرهاب المنظم الذى يمارس بحقهم, ومعاملتهم كأشخاص بالغين ضاربة بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية التي تحمي الأطفال، حيث اصدرت المحكمة المركزية في القدس مؤخراً احكام قاسية على الأطفال " احمد مناصره" بالسجن لمدة 12 عام، وهو معتقل منذ شهر اكتوبر من العام الماضي، والطفل " منذر خليل ابو شمالي" 15 عام بالسجن الفعلي لمدة 11 عام ، وعلى الطفل " محمد طه" (16 عاماً)، بالسجن الفعلي ايضاً لمدة 11 عام ، وغرامة مالية على كلاً منهما بقيمة 50 ألف شيقل، علماً أنهما معتقلان منذ تاريخ 30 يناير 2016.
اطفال جرحى
وأشار الاشقر الى أن الاحتلال قام باعتقال العديد من الاطفال وهم مصابين بعد اطلاق النار عليهم ، بل ومارس بحقهم التحقيق وهم مصابين قبل ان يتم نقلهم الى العلاج، وواصل التحقيق معهم وهم غرف المستشفيات بشكل غير انسانى، وفى مقدمتهم الطفل "احمد مناصره" 12 عام، من القدس بعد اطلاق النار بتهمه تنفيذ عملية طعن والطفل "على علقم "12 عام،، وكذلك الطفلتين "استبرق احمد نور " 15 عام من نابلس ، والطفلة "مرح جودت بكير" 16 عام من القدس التي اصيبت بعشرة رصاصات في ساقها و يدها، فيما قام اطباء الاحتلال ببتر قدم الطفل الاسير "جلال شاهر شراونة" (17) عاما، من الخليل، نتيجة اصابته بالرصاص من الاحتلال.
وناشد المركز المجتمع الدولي الذى حدد هذا اليوم للطفل ومتابعة الخروقات بحقه ، ان يتحمل مسؤولياته، تجاه اطفال فلسطين، وما يتعرضون له من جرائم فاقت كل الحدود، وإلزام الاحتلال بتطبيق المواثيق والاتفاقيات الخاصة بالأطفال لوضع حدّ لمعاناتهم المتفاقمة بشكل يومي
المصدر : الوطنية