ازدادت معاناة أهالي حلب المحاصرة بعد خروج كامل المستشفيات عن الخدمة بسبب قصف النظام المستمر على الأحياء الشرقية للمدينة، تزامنا مع توقف للمدارس، وندرة المواد الغذائية والطبية، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية.

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إليزابيث هوف إن مجموعة من وكالات الإغاثة تقودها الأمم المتحدة ومقرها تركيا "أكدت اليوم أن كل المستشفيات في شرق حلب خرجت من الخدمة".

جاء ذلك في وقت قالت فيه مديرية صحة حلب في بيان "إنه بسبب هجمات النظام والقصف الروسي الممنهج الذي استهدف أحياء مدينة حلب الشرقية، فإن جميع المشافي فيها توقفت عن العمل".

واتهم البيان جيش النظام والقوات الروسية بتعمد استهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية، للحيلولة دون تلقي المدنيين من نساء وأطفال ومسنين ورجال المعالجة الطبية.

بدورها أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن الهجمات العسكرية أدت إلى تدمير مشفى للأطفال ومشفى آخر للجراحة بحلب.

وقالت مصادر صحافية إن خمسة مشافٍ ميدانية استُهدفت، إلى جانب مشفى الأطفال الوحيد بالمدينة المحاصرة.

وأضاف المصادر أن فرق الدفاع المدني تعجز عن الوصول للمصابين، في حين تتفاقم الأوضاع الإنسانية بسبب ندرة المواد الطبية والغذائية والمحروقات.

أما الأمم المتحدة فقد عبرت عن قلقها إزاء استمرار الضربات الجوية على حلب، وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أن القصف أدى إلى قتل وإصابة وتشريد عدد كبير من المدنيين داخل المدينة، مشيرا إلى أن مخزون المساعدات الغذائية في شرق حلب قد انتهى.

يأتي ذلك بينما يعاني نحو نصف مليون شخص محاصر في أحياء حلب الشرقية من أحوال معيشة صعبة، مع ندرة المواد الغذائية وانعدام المحروقات، ودخلت آخر قافلة مساعدات من الأمم المتحدة في يوليو/تموز إلى تلك الأحياء.

من جهتها أعلنت مدارس شرق حلب في بيان تعليق الدروس اليوم السبت وغدا الأحد "للحفاظ على سلامة التلاميذ والمدرسين بعد الضربات الجوية الهمجية".

وذكرت وكالة مسار برس أن مركز الدفاع المدني في حي باب النيرب خرج هو الآخر عن الخدمة بعد تدمير مبناه وآلياته جراء استهدافه من قبل الطيران المروحي ببراميل متفجرة.

وأدان عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بدر جاموس استهداف السكان المدنيين بهدف فرض حل عسكري خارج إرادة السوريين، وفق تعبيره.

كما نقل المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني السوري عن وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة محمد فراس الجندي قوله إن الهجمة العسكرية الأخيرة استهدفت المرافق والكوادر الطبية بشكل ممنهج من قبل طيران النظام وروسيا.

وأشار الجندي إلى أن مدينة حلب شهدت قصفا عنيفا أصاب منظومات العمل الطبي والإسعاف وأدى إلى توقف كامل للخدمات الطبية والعجز عن الوفاء بالاحتياجات اللازمة للمدنيين المحاصرين وعددهم ثلاثمائة ألف نسمة.

وتتعرض حلب منذ أيام لحملة قصف جوي عنيف، تسبب بمقتل ما لا يقل عن 150 مدنيا، وجرح مئات آخرين.

المصدر : الجزيرة نت