أكد النائب محمد دحلان أن زمن المفاوضات انتهى منذ سنوات، ومن يلهث وراء هذا الخيار إنما يضلل نفسه وشعبه، قائلًا إن "الفشل التام" هو عنوان مرحلة الرئيس محمود عباس بالكامل.
وقال دحلان خلال حوار مع "صحيفة الاستقلال": لن أسمح للرئيس عباس باختطاف حركة فتح وإحداث انقلاب جديد فيها"، مشيرًا إلى عمله على اتخاذ الوسائل والبدائل الشرعية لاستعادتها.
وأرجع القيادي المفصول من فتح سبب فشل إجراء انتخابات الهيئات المحلية إلى محاولات الرئيس المستمرة لتطويع واستخدام كل المؤسسات الوطنية لأغراضه الشخصية.
وأبدى تأييده ودعمه المُطلق لعضو اللجنة المركزية لفتح الأسير مروان البرغوثي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية بحاجة ماسَّة لـ "تجديد الشرعيات" عبر عملية ديموقراطية متكاملة وشفافة.
وقال : " موقفي معلن وواضح من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، ولدي خيار واضح ومعلن بدعم أخي وصديقي مروان البرغوثي في انتخابات رئاسية يجب ان نعمل جميعا من أجل إجرائها في أقرب وقت ممكن ".
وأوضح أنه لم يشكل أي تكتل إصلاحي، بل إن اجتماعات العاصمة المصرية القاهرة تأتي من صميم حركة فتح، قائلًا: ماضينا جزء أصيل من تاريخ فتح، ومستقبل فتح هو مستقبلنا.
حماس
وعن تواصله مع حماس، قال دحلان: رغم كل الخلافات والأزمات، قفل قنوات الاتصال بين أبناء الشعب الواحد خطأ معيب وقاتل، ومن يقفل قنوات التواصل والاتصال إنما يسعى لإدامة الانقسام الفلسطيني، وواقعيا حركة حماس هي قوة موجودة في الواقع الفلسطيني وتحظى بدعم جمهور فلسطيني واسع لا يجوز القفز عنه أو تجاهله.
وأضاف: ليس لدي أي تحفظات على التواصل والحوار مع قيادة حركة حماس رغم عمق الجراح التي نحس بها ويحسون بها، وبالمنطق كيف لنا أن نقبل الحوار والتفاوض مع "إسرائيل" ونرفضه مع حركة حماس.
وبيّن أنه ليس في تواصل شخصي مباشر مع قيادات حماس، لكن بعض زملائي في تواصل مستمر مع قيادات في حركة حماس، وكذلك مع قيادات قوى وفصائل أخرى، فنحن نقف كشعب أمام منعطف تاريخي حاسم يتطلب التصدي لكثير من الاستحقاقات الوطنية الملحة.
وشدد أن حركة حماس جزء من المشكلة بقطاع غزة إلى جانب إسرائيل وقيادة السلطة الفلسطينية التي تنظر للقطاع كعبء تخففت منه، مضيفًا: هناك طبعًا مسؤوليات مصرية تجاه القطاع لا يمكن إنكارها أو القفز عنها رغم تفهمي العميق للظروف الأمنية الحساسة في شمال سيناء وانعدام الثقة بين حماس والقاهرة.
وقال إنه بإمكانه تحميل حماس كامل مسؤولية المشكلة بغزة، "الجواب السهل واللامسوؤل لإرضاء البعض هو أن أقول نعم، وأنا لن أفعل ذلك، لأنه سيكون جوابا مجافيًا للواقع وسيكون من باب المناكفة والعلاقات العامة".
الرئيس
وأكد دحلان، ما يعمل عليه الرئيس عباس الآن هو تحضير ملفات إقصائية جديدة قبل عقد المؤتمر السابع للحركة، وأنا هنا أقولها بكل صراحة، إن فعل عباس ذلك سواء مع قطاع غزة أو الضفة الغربية أو الأقاليم والساحات والكفاءات فإنه يحكم مسبقا بلا شرعية "المؤتمر" ونتائجه.
وذكر أن الرئيس عباس في واقع الأمر "ليس في مواجهة معي فقط، بل هو في مواجهة شاملة مع كل قيم ومبادئ وإرث فتح وقواعدها الشعبية العريضة، وخطوته القادمة ستكون مصيرية ونحن سنتصرف بمستوى الحدث، وسنظل نعمل ليل نهار من جل إعادة توحيد الحركة وتعزيز قوتها وقدرها".
وأضاف أن الرئيس جاء إلى الحكم عبر مؤسسات وآليات وطنية معتمدة ومحترمة ويريد أن يغادرها وهي حطام ولا تقوى على الحياة و ذلك ما يظن و يتمنى ، لكنه للأسف لم يتعلم من تاريخ هذا الشعب شيئا، فنحن مثل طائر العنقاء ننهض كل مرة من بين الحطام .
وأكد أن الرئيس نفسه يقول إنه رئيس منتهي الصلاحية فلماذا نلوم الآخرين، و ما تحتاجه القضية الفلسطينية اليوم هو تجديد الشرعيات جميعا عبر عملية ديموقراطية متكاملة و شفافة، والشعب وحده يملك سلطة إسقاط هذا وتصعيد ذاك، فان قرر الشعب إعادة انتخاب عباس أو أسقاطه فعلينا أن ننصاع جميعا لقرار الشعب .
المصدر : الوطنية