استطاع أربعة طلاب من قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة في الجامعة الإسلامية بغزة، انتاج نموذج أولي للإسفلت المسامي "النفاذي" داخل أحد مختبرات الجامعة الذي يهدف إلى إيجاد حل لمشكلة تراكم مياه الأمطار في الشوارع.
وأوضح أستاذ هندسة الطرق والبنى التحتية بالجامعة شفيق جندية أن الأسفلت المسامي يتناسب مع الطرقات القريبة من المؤسسات التعليمية والمستشفيات، والأماكن المأهولة، وذلك لقدرته على امتصاص للمياه، وقضائه على الصوت والضوضاء الناتجة عن سير المركبات على الطرقات.
وبين جندية أن فكرة المشروع تساعد في التحفيف من الهدر الكبير لمياه الأمطار، وزيادة المخزون الجوفي من خلال قيام الاسفلت بتجميع المياه، وحقنها في باطن الأرض.
ولفت إلى أن تكلفة الطبقة الاسفلتية النفاذة توازي تكلفة الاسفلت العادي، وتشابهه في تركيب البنية التحتية، داعيًا البلديات المحلية والمؤسسات المعنية لتبني فكرة المشروع داخل قطاع غزة، وتوفير الإمكانيات والأدوات اللازمة لعملية التطبيق.
بدوره، أكد أحد القائمين على المشروع الطالب زياد الدحدوح أن الإسفلت الجديد يتميز عن العادي بنوعيته، وتركيبته الداخلية التي تسمح بتصريف المياه إلى الطبقات السفلى ومن ثم إلى الخزان الجوفي، وتساعد خشونة سطح الاسفلت على توفير سبل السلامة للسيارات أثناء سيرها، ومنع الأهواج خلال ساعات سقوط الأمطار.
وبين الطالب الدحدوح أنهم قاموا في الأشهر الخمسة الأولى للمشروع بمطالعة الأبحاث والدراسات العالمية المتعلقة ببحثهم، بينما كانت الأشهر الأربعة التالية لإجراء التجارب على المواد الخام، وإعداد العينات.
ولفت إلى أن فكرة المشروع هي الأولى من نوعها على مستوى فلسطين، وأنهم لم يجدوا خلال فترة البحث والتجهيز الأفكار المتعلقة بإنتاج الاسفلت في أي من الدول العربية.
من جهته، نوه الطالب محمد أبو رحمة- أحد طلبة المشروع، إلى أن الإسفلت المسامي يساعد على سريان الماء من خلاله بشكل فعال وسليم دون أن يضر في قوته أو تركيبته؛ مما ينقل الماء إلى خزان حصوي أسفل الطبقة الإسفلتية، ثم إلى قنوات خاصة للتصريف.
وبين الطالب أبو رحمة أن فكرة المشروع تقلل استخدام الأنابيب وقنوات صرف مياه الأمطار، وتعمل على توفير رؤية واضحة في المناطق الباردة التي يكثر فيها الهطول.
وتناول الطالب عبد الكريم الدحدوح- أحد طلبة المشروع، التجارب الأولى لعمل فريقه الهندسي التي كانت تعطي إشارات نجاح جيدة نوعاً ما، وبعد سلسلة من التجارب وتغيير في بنية الخلطة توصل الفريق إلى نتائج تضاهي ما وصلت إليه الأبحاث العالمية.
يُذكر أن مشكلة المياه الجوفية هي أحد المشاكل المتفاقمة في قطاع غزة، وذلك نتيجة إنشاء الاحتلال "الإسرائيلي" الآبار الاصطيادية لمنع الانسياب الجانبي للمياه إلى القطاع، وإقامة السدود على الأودية؛ لمنع الاستفادة من المياه السطحية.
المصدر : الوطنية