نعى رئيس الوزراء رامي الحمد الله وأعضاء الحكومة اليوم الثلاثاء، الشهيد ولأسير المحرر نعيم الشوامرة "46 عاما" من بلدة دورا في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال الحمد لله في بيان صحافي حصلت "الوطنيـة" على نسخة عنه، إن الشوامرة قضى سنوات عمره مدافعا عن أبناء شعبه وقضيته الوطنية وأمضى أكثر من عشرين عاما في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي عانى خلالها من عدة أمراض بسبب سنوات الأسر والإهمال الطبي والمعاملة غير الانسانية والظروف الصعبة التي يعاني منها الأسرى، جراء سياسات الاحتلال القمعية.
وجدد المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود مطالبتها للمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية ذات الصِّلة تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والتدخل العاجل للإفراج عن الأسرى، وفي مقدمتهم الأسرى المرضى والأطفال والأسيرات، ووضع حد لانتهاكات اسرائيل للقانون الدولي والمواثيق الدولية.
وحمّل المحمود الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى وعلى رأسهم الأسير بلال كايد الذي دخل وضعه الصحي الخطر الشديد.
وكان الشوامرة استشهد في وقت سابق اليوم متأثرا بإصابته بضمور العضلات الناجم عن الاهمال الطبي في سجون الاحتلال، علما أنه من مدينة دورا جنوب الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
ونعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير ونادي الأسير الفلسطيني والحركة الأسيرة في سجون الاحتلال والأسرى المحررين الشوامرة، وأجمعوا على تحميل الاحتلال الإسرائيلي المسئولية عن وفاته.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع في بيان صحافي إن "الاحتلال وإدارة سجونه يتحملون المسؤولية الكاملة عن جريمة استشهاد شوامرة الذي سجل أسمه في القائمة الطويلة لشهداء سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى".
وطالب قراقع المجتمع الدولي بأسره التدخل والوقوف عند كل ما تعرض ويتعرض له الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وأن يتم وضع حد لهذه الجرائم، التي أصبحت نهجا يمارس من قبل مكونات هذا الاحتلال.
وذكر أن سياسة الموت والقتل للأسرى في سجون الاحتلال وصلت إلى أعلى درجات الوقاحة، حيث تنتشر الأمراض بين الأسرى بشكل سريع، وأصبحنا دائما على موعد مع استقبال أسرى في سيارات إسعاف يقضون أخر أيام حياتهم في المستشفيات دون أن يذهبوا إلى بيوتهم.
وأكد قراقع على ضرورة رفع قضية الأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية بأسرع وقت ممكن، وأن تعطى الأولوية، لتحاكم "إسرائيل" على كل جرائمها بحق كل أبناء الشعب الفلسطيني وبحق أسرانا الأبطال.
كما حمل مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومصلحة السجون وجهازها الطبي المسؤولية الكاملة عن وفاة الشوامرة "الضحية الجديدة لسياسة الإهمال الطبي لرفضهم إطلاق سراحه رغم تدهور حالته الصحية على مدى عدة سنوات".
وأشار بيان صادر عن حريات إلى أن استشهاد الشوامرة يدق ناقوس الخطر على حياة الأسرى المرضى الذين يتهددهم خطر الموت، وترفض سلطات الاحتلال إطلاق سراحهم.
وكان الشوامرة قضى نحو عشرين عاما متواصلة بسجون الاحتلال، عقب تنفيذه لعمليات ضد أهداف جيش الاحتلال ومستوطنيه في محيط الخليل، وأفرج عنه ضمن دفعات الأسرى القدامى.
وعلى مدار أكثر من عامين من تحرر الشوامرة من سجون الاحتلال ونقله لمستشفيات في الخارج والداخل، لم تفلح الجهود الطبية في علاجه لاستشراء المرض داخل جسمه، بسبب سنوات الاهمال الطبي المتواصلة.
المصدر : الوطنية