بمجرد ما صدحت أغاني الثورة الفلسطينية على خشبة مسرح احتفالات التخرج في جامعة الأزهر بمدينة غزة، ردد الطلاب والحضور كلماتها بحفظ ظهر القلب، وبنفس المشاعر الملتهبة التي كانت تتملكهم أثناء تصاعد الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وصاحب أغاني الثورة مثل "عهد الله ما نرحل"، "عالرباعية عالرباعية"، "طل سلاحي" دبكة شعبية للفرقة الفلسطينية للفنون التي ألهبت حماس الحضور، وخاصة كبار السن اللذين عايشوا مراحل الثورة الفلسطينية وما تبعها من صراع مع الاحتلال.
وذكرت هذه الفرقة التي رقصت في احتفالات التخرج الـ 21 "فوج الوفاء" في جامعة الأزهر بالمنجز الثقافي الذي كان نتاجًا تفاعليًا مع فعل الثورة في الميادين السياسية والعسكرية والاجتماعية.
وتزين أفراد الفرقة بالزي العسكري وبتناقض الكوفية الذي يرتاح بين الأبيض والأسود، معيدين للأذهان طلة رمز الثورة الفلسطينية الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي وضع أساس جامعة الأزهر بغزة.
وقرعت أغاني الثورة طوال سنوات النضال أفئدة وقلوب الفلسطينيين بمختلف أعامرهم وأماكن تواجدهم، وحجزت أماكنها في الذاكرة الوطنية لموروث وهوية تعادل الذهب في لمعانه ومقاومته للصدأ والتآكل.
وأغلب هذه الأغاني كانت من ألحان الفنان مهدي أبو سردانة الذي استطاع أن يزرعها في أذهان الفلسطينيين رغم عدم تجاوزها في معظمها الثلاث دقائق، فجعلها خالدة وقوية وحادة الأثر على مر العقود.
نجاح هذه الأغاني الذي يصل عمر بعضها لأكثر من 60 عامًا يعود بجانب كونها وطنية وتتحدث عن قضية عادلة، إلى حرص أبو سردانة على تأمل النص كلمة كلمة، قبل أن يبدأ في تلحينه، لقناعته أن الكلمة أول درجة من درجات نجاح الأغنية، ثم يأتي اللحن الذي يجسد الكلمة والروح المعنوية العالية.
ويعاني الفنان أبو سردانة من وعكة صحية جعلته طريح فراش المرض في إحدى المستشفيات العاصمة المصرية القاهرة، ويبلغ من العمر 76 عامًا.
وحظيت احتفالات تخرج الطلاب والطالبات في جامعة الأزهر لهذا العام بمتابعة واسعة، حيث بثتها الوكالة الوطنية للإعلام مباشرة على الهواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بجهود طواقمها في التصوير والبث الفضائي.
المصدر : الوطنية