حملت عائلة أبو عون إدارة مجمع الشفاء الطبي وخاصة قسم الولادة فيه المسئولية الكاملة عن وفاة طفلها الرضيع محمد نشأت أبو عون نتيجة ما قالت إنه خطأ طبي.

وأكدت العائلة في بيان لها اليوم السبت، أنها لن تترك حقها المشروع في ملاحقة الجاني، وستبذل قصارى جهدها لمحاسبته وفق ما يقره القانون والشرع، مطالبةً إدارة مجمع الشفاء بالوقوف عند مسئولياتها وما يترتب على ذلك من تبعات قانونية.

وطالبت الجهات المعنية والمسؤولة بتشكيل لجنة حكومية رسمية لعمل تحقيق كامل في الموضوع وإفادتها بالنتائج في أسرع وقتٍ ممكن، حتى لا يكون هناك ضحايا آخرين، وفق بيانها.

وتروي العائلة تفاصيل وفاة الطفل نشأت داخل مجمع الشفاء الطبي، حيث تقول إن في صباح يوم الأربعاء الماضي بتاريخ 10 آب 2016 فجعها نبأ وفاة ابنها الرضيع محمد نشأت حسن أبو عون البالغ من العمر ثلاثة أيام، حيث توفي في مستشفى "دار الشفاء" في غزة، قسم العناية المركزة للأطفال، بعد فترة غيبوبة استمرت ليوم واحد. المأساة بدأت مساء الأحد الماضي، الموافق (7 آب 2016).

وتابعت "  حينما ذهبت زوجة ابننا نشأت، الحامل في شهرها التاسع، لتضع مولودها حسب الموعد المحدد سلفاً من قبل الأطباء في قسم الولادة، حيث عانت في البداية من بعض المضاعفات التي منعت أعراض "طلق الميلاد" من الظهور، مما حدا بأحد الأطباء بتوجيه بعض اللكمات الشديدة والقوية والعنيفة لبطنها".

وأكملت العائلة أنه" تم الأمر ووضعت زوجة ابننا مولودها مساء ذلك اليوم، مع بعض الكدمات والجروح المتوسطة في جسده، ومن ثم قاموا بإخراجه من المشفى دون أن يقوموا بأي فحوصاتٍ للاطمئنان على حالته، صبيحة اليوم بعد التالي، وبعد مرور أكثر من أربع وعشرين ساعة على وجوده في المنزل، بدأت تظهر أعراضٌ غريبةٌ على الطفل، كاصفرار لونه وسكون حركته وتوقفه عن التنفس، فما كان من والده إلا أن أخذه على الفور لقسم الأطفال في مشفى الشفاء".

وواصلت "  حيث احتار الأطباء في تشخيص حالته، فبدأوا في وضع افتراضات وتحليلات، مثل: (أن الطفل يعاني من تكسر في الدم بسبب اختلاف فصيلة دم أمه وأبيه، أو أنه ربما يكون قد تعرض لضربةٍ قويةٍ في المنزل... إلخ)، إلى أن استقرَّ بهم الرأي على أن الجنين يعاني من (نزيفٍ داخليٍّ حادٍّ سببه تهتكٌ في الكبد ناجمٌ عن جرحٍ كبير)".

وأضافت:" صبيحة يوم الأربعاء، الموافق (10 آب 2016)، فارق الطفل المسكين الضعيف الحياة، بعد معاناةٍ قاسيةٍ مع هذا التبلُّد الطبي والإنساني، وكانت الصدمة قويةٌ على الجميع، بالأخص والده الذي كان يتعلقُ -طوال تلك الفترة- بأدنى بصيصِ أملٍ كان يراه، قمنا باستلام الجثة، وقبل الدفن قررنا التقدم بشكوى لمكتب "المباحث الطبية" المرفق بأحد أقسام المستشفى، وفي اليوم التالي من الفاجعة تقدمنا بشكوى أخرى لدائرة الشكاوى في وزارة الصحة تاركين للجهات المعنية القيام بدورها وعملها ومتابعة القضية".

وأشارت إلى أنها امتنعت عن الحديث في الإعلام وإثارة القضية في حينه، إلا بعد اتباعها للطرق القانونية المعمول بها.

وتابعت "أمام هذه الجريمة النكراء التي نجمت عن خطأ ارتكبه طبيبٌ مستهترٌ بأرواح البشر، لا يراعي أسس عمله المهنية وشرف المهنة، وغير آبهٍ لا بقانونٍ أو نظامٍ يردعه".

وأبدت أملها أن يكون ابنها الرضيع الضحية الأخيرة في مسلسل الإهمال الطبي المستمر وخاصة في قسم الولادة وحرصها على المصلحة العامة، لافتاً إلى أنها كانت تعلم مسبقًا باسم الطيب المشرف على عملية الولادة، ولكنها تركت الأمور للعدالة بانتظار حكم القانون.

ولم تتمكن من الحصول على تعقيب من وزارة الصحة في غزة .

المصدر : الوطنية