صدحت مساجد المنطقة الغربية في مدينة نابلس بالضفة الغربية أمس الجمعة، أربع مرات بمقاطع مختلفة من أغاني "كوكب الشرق" أم كلثوم.

وأثارت هذه المقاطع التي بثت من مأذن المساجد دهشة القائمين والأهالي الذين سارع عدد منهم لتوثيق الحادثة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

تشير بعض التّقديرات إلى أن ثمّة من استطاع اختراق شبكة الأذان الموحّد في مساجد المدينة، والّتي تخضع لمسؤوليّة البلديّة ورقابتها.

وأكّد مدير عام أوقاف نابلس، محمّد الكيلاني، أنّ ما حصل خلل فنّيّ، وهو ناتج عن تداخل موجات إذاعيّة على الموجة الخاصّة ببعض المساجد الّتي تحتوي أجهزة لا سلكيّة وتستقبل بثّ الأذان الموحّد عبرها.

وأفاد الكيلاني أنّ الأذان الموحّد يُبثّ من مسجد الحاجّ نمر النّابلسيّ، وأنّ المؤذّن فقط يملك مفتاح غرفة الأذان، وأنّ بثّ الأغاني حصل في أوقات بعيدة عن وقت الأذان والصّلاة.

خلل فني 

وقد شكّلت وزارة الأوقاف لجنة تحقيق لمعرفة كيف بُثّت الأغاني عبر مآذن المساجد، بالتّعاون مع بلديّة نابلس.

وهذه ليست المرّة الأولى الّتي يثير فيها حضور أمّ كلثوم في المساجد جلبة عبر وسائل الإعلام، الرّسميّة والاجتماعيّة، إذ أقدم إمام أحد مساجد مدينة طولكرم، عام 2012، على اقتباس أمّ كلثوم خلال خطبة الجمعة الّتي انتقد فيها توجّه السّلطة الفلسطينيّة إلى الأمم المتّحدة لنيل صفة دولة، قائلًا، وفق المصلّين: 'تقول أمّ كلثوم، أعطني حرّيّتي أطلق يديَّ.' وتابع: 'عذرًا كوكب الشّرق، فالحرّيّة تؤخذ بالقوّة ولا تُطلب فتُعطى.' وقد قوبلت هذه الخطوة بردود أفعال تتراوح بين الاستنكار والتّندّر.

كما شهد مسجد البيرة قرب رام الله، على اسم 'جمال عبد النّاصر'، عام 2014، بثّ جزء من أغنية 'بعيد عنّك' لأمّ كلثوم، وتحديدًا كلمات: 'نسيت النّوم وأحلامه، نسيت لياليه وأيّامه'، متداخلًا مع صوت المقرئ الشّيخ عبد الباسط عبد الصّمد، وقيل حينها إنّ الأمر ناتج عن خلل فنّيّ بسبب تقنيّة الأذان الموحّد أيضًا.

استنكار وفكاهة

يرافق مثل هذه الحوادث، ومع وجود فضاءات التّعبير المفتوحة، غضب واستنكار لدى كثيرين من كيفيّة دخول الموسيقى إلى المسجد، وهذا ما دفع الأوقاف لتشكيل لجنة تحقيق للبحث في ملابسات حادثة نابلس.

فقد تساءل المواطن معاوية عورتاني عبر صفحته على فيسبوك: 'أين ذهب الأئمّة والمؤذّنون والمصلّون؟! بل أين جيران المساجد والأجهزة والأوقاف؟! مجهولون يبثّون لـ 7 دقائق أغاني لأمّ كلثوم على شبكة الأذان الموحّد في نابلس'!

بينما تشيع الطّرافة لدى آخرين، إذ يميلون إلى تناول الموضوع بفكاهة؛ من خلال تعليقات مثل: 'يا حبيبي... اليوم أمّ كلثوم وبكرة نانسي'، أو 'ساعة لقلبك وساعة لربّك... مش غلط.'

المصدر : الوطنية