أكد  قائد في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن المقاومة قادرة على تحويل أرض غزة إلى أشبه ما يكون برمال متحركة من شأنها أن تبتلع جنود الاحتلال وضباطه، وتمضي بهم إلى غياهب المجهول.

 وقال القائد البارز في القسام "أبو العطار" الذي كان أحد قادة المقاومة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي- رغم تنفيذه إجراء "هانيبال" خلال الحرب فقد عددًا من جنوده وضباطه ولم يستطع إنقاذهم أو معرفة مصيرهم.

وكشف في حديثه لموقع "الجزيرة نت" الثلاثاء عن استخدام الجيش الإسرائيلي أسهل الخيارات بالإعلان عن مقتل هؤلاء الجنود، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يمتلك فيما بعد الشجاعة للوقوف على الحقائق التي تكشف هذه المقابلة جزءا منها.

وأضاف أن إلغاء الاحتلال إجراء "هانيبال" يعني اعترافا واضحا وصريحا منه بأن هذا الإجراء لم يعد يتماشى مع الواقع الذي فرضته المقاومة على الأرض، " فبعد كل استخدام لهذا الإجراء كان يتضح أن الاحتلال ارتكب مجازر بحق المدنيين، مما يؤكد وجهه الإجرامي البشع أمام العالم".

وتابع " في الجانب الآخر يتبين له أنه فقد من جنوده وضباطه أسرى ولم يستطع فعل شيء، إذن من الناحية العملية لم يكن إجراء "هانيبال" سوى وصفة لارتكاب المجازر".

وأكد أن إلغاء  إجراء "هانيبال" هو انتصار للمقاومة الفلسطينية، ويعني أن إحدى طرق العمل المفصلية لدى جيش الاحتلال قد فشلت في تحقيق أهدافها.

وأوضح أن هذا الإجراء يهدف إلى منع عمليات أسر جنود، وقد أثبتت التجربة أنه لم ينجح أبدا في منع أي من عمليات الأسر التي قامت بها القسام والمقاومة الفلسطينية.

أسر الجندي شاؤول آرون

وفي السياق، قال القائد "أبو العطار" إن كتائب القسام استخدمت مجموعة من التكتيكات العسكرية التي لا يمكن الحديث عنها، " ولكن يمكن القول في العموم أنها اعتمدت على عدة عناصر منها المباغتة والسرعة، مما أفقد العدو القدرة على التعامل مع الحدث لحظة وقوعه".

وأوضح " ففي حالات جلعاد شاليط وشاؤول آرون وهدار غولدين فشل العدو فشلا ذريعا في فهم الحادثة إلا بعد ساعات أو أيام، فقد أعلن عن فقدان آثار آرون على سبيل المثال بعد نحو أسبوع من وقوعه في يد المقاومة".

وأضاف " لقد استطاع المقاومون وضع العدو في حالة شاؤول أمام خيارات صعبة للغاية، فبعد أيام من فحص حطام الناقلة التي كان يستقلها مع زملائه، تبين أنه لا أثر له على الإطلاق بين الأشلاء ولا الدماء".

وأشار إلى أنه رغم ذلك، " أعلن العدو أن الجندي قتل واختار هنا أيضاً أسهل الخيارات، فقد كان حينها مضطرا للتعامل مع معضلة أكبر وهي وقوع سلسلة القيادة في لواء النخبة "جولاني" بكاملها بين قتيل وجريح، ولكن فيما بعد لم تمتلك قيادة العدو العسكرية أو السياسية الشجاعة الأدبية الكافية للوقوف على الحقائق".

وتسأل " فأين ذهب شاؤول آرون إذا لم يوجد لأشلائه أو دمائه أو سلاحه أي أثر، أم أن العبوة التي فجرت الناقلة كانت ذات قوة تدميرية تصل إلى حد أن يتبخر الجندي فلم يبق له أثر؟ وإذا كان صحيحاً فلماذا هو الوحيد الذي تبخر بين زملائه؟".

ويتيح إجراء "هانيبال" للجيش الإسرائيلي استخدام القوة المفرطة لإنقاذ أي من جنوده حال وقوعه في الأسر حتى لو شكل ذلك خطراً على حياته.

ورغم مرور عامين على العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2014، ما زالت القسام تلتزم الصمت فيما يخص الجنود الإسرائيليين الذين أسرتهم خلال المعركة، وما زال مصيرهم وعددهم مجهولا.

المصدر : الجزيرة نت