أظهرت النتائج الأولية لميزان المدفوعات الفلسطيني في الربع الأول من عام 2016 استمرار العجز في الحساب الجاري (سلع، خدمات، دخل، تحويلات جارية)، بمبلغ 277.8 مليون دولار أمريكي، أي بانخفاض بلغت نسبته 38.2% عن الربع السابق.
وأوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة النقد الفلسطينية في التقرير الدوري المشترك لميزان المدفوعات الفلسطيني للربع الأول 2016، أن السبب الرئيــس في هذا العجـز يعود إلى الـميزان التجاري السـلعي الذي سجل عجزاً بــقيمة 1,130.3 مليون دولار أمريكي بانخفاض بلغت نسبته 10.9% عن الربع السابق.
وقال الجهاز إن ميزان الخدمات سجل عجزاً مقداره 40.6 مليون دولار أمريكي، بانخفاض في قيمة العجز بنسبة 11.4% عن الربع السابق، وكان انخفاض صادرات خدمات السفر وخدمات الأعمال الأخرى السبب الرئيسي في هذا العجز.
كما سجل حساب الدخل (تعويضات العاملين، ودخل الاستثمار) فائضاً مقداره 364.4 مليون دولار أمريكي خلال نفس الفترة، بارتفاع بلغت نسبته 4.9% عن الربع السابق.
واوضح أن تعويضات العاملين في إسرائيل البالغة 359.2 مليون دولار أمريكي السبب الرئيس في فائض حساب الدخل، فيما بلغ دخل الاستثمار المقبوض من الخارج 30.4 مليون دولار أمريكي، نتج بشكل أساسي عن الدخل المقبوض على استثمارات الحافظة في الخارج، إضافة إلى الفوائد المقبوضة على الودائع الفلسطينية في البنوك الخارجية.
وأشارت إلى أن ميزان التحويـلات الجارية حقق فائضـاً بلغت قيمته 528.7 مليون دولار أمريكي، بارتفاع بلغت نسبته 2.2% عن الربع السابق، نتج بشكل رئيس عن انخفاض التحويلات الجارية المدفوعة إلى الخارج.
واوضح أن التحويلات الجارية للقطاع الحكومي شكلت ما نسبته 22.5% من إجمالي التحويلات الجارية من الخارج، بينما شكلت التحويلات الجارية للقطاعات الأخرى (وأهمها القطاع الخاص) ما نسبته 77.5%. ومن الجدير بالذكر أن تحويلات الدول المانحة قد شكلت نحو 33.2% من إجمالي التحويلات الجارية من الخارج.
كما أشارت النتائج الأولية لميزان المدفوعات إلى وجود فائض في الحساب الرأسمالي والمالي مقداره 198.8 مليون دولار أمريكي، أي بانخفاض وصل إلى 65.1% عن الربع السابق، نتيجة الفائض المتحقق لكل من الحساب الرأسمالي البالغ 102.8 مليون دولار أمريكي، والحساب المالي البالغ 96.0 مليون دولار أمريكي. في المقابل، سجلت الأصول الاحتياطية لدى سلطة النقد الفلسطينية انخفاضاً مقداره 116.9 مليون دولار أمريكي مقارنة مع ارتفاع مقداره 32.3 مليون دولار أمريكي في الربع السابق.
تجدر الإشارة إلى أن ميزان المدفوعات يعتبر الأداة التي تحدد مركز الدولة الاقتصادي بالنسبة للعالم الخارجي وحجم الدين الخارجي، مما يساعد الباحثين وصناع القرار في استنباط السياسات الاقتصادية والخطط التنموية الملائمة لتحقيق التوازن الخارجي الذي يكفل للدولة تحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي، علماً بأنه تم الاستناد إلى أحدث التوصيات الدولية في إعداد بيانات ميزان المدفوعات الفلسطيني مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الوضع الفلسطيني.
المصدر : الوطنية