يشهد المجتمع العربي في الداخل المحتل بالآونة الاخيرة ومنذ بداية شهر رمضان المبارك وموائد الإفطار تأتي من دعوات مختلفة.

واللافت في الأمر أن هذه الموائد في كثير من الأحيان تضم شخصيات سياسية وقيادية غالبًا ما تكون إسرائيلية لتتجسد مفارقة كبيرة بين طاولة الإفطار الرمضانية التي تحمل اسمى المعاني الانسانية والإسلامية وبين شخصيات إسرائيلية تحمل ماض من القتل والدمار .

وكانت قد دعت نقابة المحامين الإسرائيلية مؤخرًا إلى مأدبة إفطار في تل المرح في قرية عارة من المزمع أن يشارك بها عدد من الشخصيات السياسية والمسؤولة منها وزيرة القضاء أييلت شاكيد، ورئيسة المحكمة العليا والمستشار القضائي للحكومة ورئيس نقابة المحامين والنائب العام، وعدد من المسؤولين الرسميين.

المأدبة والتي ستضم شخصيات عرفت بتاريخها المتطرف لم ترق لعدد كبير من المحامين العرب الذين سارعوا لنشر بيان يؤكد مقاطعتهم مأدبة الإفطار التي دعت إليها النقابة لاسيما بعد أن تأكد من دعوة وزيرة القضاء إلى المأدبة.

وقال الناشط السياسي والمحامي أحمد خليفة: أعتقد أن حضور شاكيد لإفطار رمضاني وفي قرية عربية هو قمة في الوقاحة من قبلها ولكنه مرفوض ولا يجب أن يمر مرور الكرام.

وأكد خليفة أنه لا مكان لاحترام من دعت لقتل أمهات الشهداء ناهيك عن تحريضها السافر والممنهج هي وحزبها ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 67 عمومًا والدعوة لوضعهم تحت حكم "ابرتهايد" يهودي مباشر والإمعان في التمييز ضد فلسطينيي الداخل.

وتابع "من هنا نرى نحن كمحامون وكأبناء لهذا الشعب أنه من واجبنا الوطني عدم استقبالها كما أن من واجبنا المهني الدفاع عن شعبنا من القوانين العنصرية التي تعمل وحزبها على سنها مثل قانون الإعدام والطوارئ وغيرها الكثير.

"شاكيد " تاريخ من المواقف المتطرفة

وتعرف وزيرة القضاء الاسرائيلية من حزب البيت اليهودي اييليت شاكيد بمواقفها العنصرية التي لم تستح يوما بالإفصاح عنها.

وكان ابرز التصريحات العنصرية التي اقدمت على نشرها عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، والتي حرضت فيها على إبادة الفلسطينيين وحرّضت على ذبح أمهاتهم "لأنهن ينجبن مقاتلين" وصفتهم بثعابين وإرهابيين.

لم تكتف شاكيد بذلك بل ودعت أيضا إلى قتل عجائزهم نساء ورجالا، بنداءات جدية وجهتها قبل يوم من قيام مستوطنين بخطف المراهق الفلسطيني محمد أبو خضير، والذي عذبوه بأوائل يوليو الماضي وحرقوه حيا حتى لفظ أنفاسه متفحما، وعمره بالكاد 17 سنة.

وخدمت شاكيد بالجيش الإسرائيلي كمدربة للمشاة في "لواء جولاني" الشهير، وهي من أشد المعارضين لأي اتفاق مع الفلسطينيين يعيد إليهم دولة الحلم الكبير.

اللجان الشعبية في عارة

وقال رئيس اللجنة الشعبية في وادي عارة وعضو المجلس المحلي عارة – عرعرة السيد أحمد ملحم إنه "من الواضح أن هناك بعض من القيادات رفيعة المستوى تنشط في هذا الشهر الفضيل لاستثمار الإفطارات الرمضانية في تمرير مصالحهم الضيقة من خلال إقامة الموائد الرمضانية على شرف كبار السياسيين في الدولة وعلى رأسها رئيس الدولة".

وأضاف "طيلة الأعوام الماضية لم نسمع عن مائدة من هذا القبيل كانت سببا لحل بعض من هذه القضايا التي ما كانت لتتحقق لولا عقد مثل هذه الموائد مثلا.

وتابع يؤسفني جدًا أن تستمر هذه الشرائح من مجتمعنا باستعمال هذا الشهر لتبييض وجوه قد سودها الله منذ عام 48 إلى يومنا هذا.

وأردف ملحم :أن دل الامر على شيئ فإنما يدل على أن قيادات من مجتمعنا وشخصيات مركزية، وشرائح من المفروض أن يكونوا من المثقفين، ما زالت تتصرف من خلال مجموعات تشعر بالنقص، وما زالوا يروحون إلى مسارات التودد للأسياد والحكام والحاكمين مع أن الامر غير ذلك.

بدوره، استنكر رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، السيد محمود اديب بعض المواقف والقرارات للحكومة الإسرائيلية التي كانت شاكيد جزءا منها.

وقال:" للأسف الشديد فان دعوات الذل والإسقاط والإهانة تعود علينا من خلال افطارات العار التي يدعو اليها البعض.

ودعا اديب المحامين المشاركين الى العدول عن قرارهم، قائلا :"وهنا لا بد ان نتوجه لأخوتنا وأبناءنا المحامين بمقاطعة الافطار الذي ستشارك به وزيرة القضاء المفقود اييلت شكيد في تل المرح -هذه الوزيرة التي تتباهى بعدائها للعرب ولا حاجه للتذكير ببعض من تصريحاتها الفاشية.

بدوره اكد الشيخ نضال ابو شيخة من قرية عارة ان مشاركة شاكيد في مأدبة الفطور لا يشرف قرية عارة ولا يشرف أي مواطن اصيل من الداخل الفلسطيني.

وطالب اللجان الشعبية وكافة أبناء الداخل الفلسطيني للمشاركة في الاحتجاج المقرر إقامته غدًا على مدخل قرية عارة للتعبير عن الرفض لهذا النوع من موائد التطبيع.


4

3

1


2
بعد دعوة وزيرة إسرائيلية للإفطار.. حالة من الغليان بوادي عارة

دعوة وزيرة إسرائيلة للإفطار

شاكيد إفطار رمضان

المصدر : الوطنية