يداوم محمد يونس ( 67 عاماً) منذ نحو عام في صالة رياضية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة محاولاً بناء جسد قوي ينافس فيه الرياضيين الأصغر سناً.
ويطمح يونس الذي يعمل في ورشة لغيار الزيوت أن يشارك في بطولات سواء محلية أو خارجية، إلا أنه يعتبر الأمر صعب تحقيقه مقارنة بالشباب الأصغر سناً واللذين يمتلكون أجساداً أقوى.
ولم يلقي الحاج أبو رمزي بالاً لكل نظرات وتعليقات مرتادي النادي، وأصر على مواصلة خطوته حتى بات يحمل أكثر من مائة كيلو جرام متفوقاً على العديد منهم.
ويقول إن الدافع وراء التحاقه بهذه الرياضة، هو بناء جسد قوي والحفاظ على صحته، وأيضاَ الدخول في منافسة مع أبنائه اللذين يمارسون الرياضة ذاتها منذ سنوات طويلة.
ويضيف " شاهدت فيديو على الانترنت لرجل كبير في السن وله جسد قوي بمشاركة أبنائي اللذين شجعوني أن أبني جسداً مثله ودخلوا معي في تحدي، وقبلت التحدي وسجلت في النادي بنفس اليوم وبدأت التمارين".
ويواظب يونس الذي نفذ أحد أبنائه عملية فدائية عام 2003، على ممارسة رياضة كمال الأجسام بشكل شبه يومي أثناء وبعد الإنتهاء من عمله في ورشة غيار الزيوت في بلدة جباليا شمال القطاع.
وتنتشر صالات ألعاب كمال الأجسام في قطاع غزة بشكل كبير، ويقبل عليها أعداداً كبيرة من الشبان اللذين يتسابقون على بناء أجساد قوية.
وكان الخجل مسيطراً على الحاج أبو رمزي الذي يلقب بـ "الأسد" في بداياته لكن الإصرار كبير في داخله أن يحقق أهدافه، ويضيف " أنا أطمح للمشاركة في البطولات، ولي الفخر أن أمثل نفسي والنادي الذي ألعب به".
وقدم نصيحة للشباب باستغلاق أوقاتهم خير استغلال من أجل ضمان صحة جيدة وجسد قوي.
وهذه الرياضة واحدة من أبرز الألعاب التي تحظى بجماهيرية طاغية، حيث يشارك المئات في البطولات التي تقام في غزة، وسط تنافس كبير.
ويعرب المدرب مروان حسين عن فخره بتدريب الحاج أبو رمزي لأنه يختلف عن كل الرجال في عمره، ويقول : " معظم من هم في سن هذا الرجل يجلسون أمام المنازل دون ممارسة أي من أنواع الرياضة أو تحريك أجسادهم".
وأضاف " لكن هذا الرجل كان لديه إصرار وعزيمة أن ينافس العديد من الرجال والشبان بمختلف أعمارهم، فنحن نستمد العزيمة والإصرار والقوة منه، فهو رجل كبير وفاضل ولديه روح الشباب".
ويتابع " يلعب أفضل من كثير من المتواجدين في النادي، لديه نشاط وحيوية ومنضبط في التمارين، وأنا أتوقع له مستقبل جيد على الرغم من كبر سنه ".
المصدر : خاص الوطنية