دعا خبراء وعلماء آثار وأكاديميون من أنحاء العالم إلى إجراء المزيد من البحث والتحليل للتحقق من وجود غرف إضافية خلف مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون في وادي الملوك بالأقصر بحسب النظرية التي طرحها عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز العام الماضي.
ويفترض العالم البريطاني ريفز أن مقبرة توت عنخ آمون لم تكن له من البداية، بل لشخصية أخرى إلا أن الوفاة المفاجئة للملك في سن صغيرة قادته للدفن هناك، معتقداً أن المقبرة أصلاً للملكة نفرتيتي.
وجاءت دعوى الخبراء، الأحد، في ختام "مؤتمر المتحف الكبير الدولي الثاني عن توت عنخ آمون" والذي خصص يومه الثالث والأخير لمناقشة عمليات البحث الراداري التي أجريت للمقبرة على مدار الأشهر الثمانية الماضية.
وأقيم المؤتمر في الفترة من 6 إلى 8 مايو بالمتحف الكبير ومتحف الحضارة بمنطقة الفسطاط بالقاهرة القديمة، وبحضور وزير الآثار المصري خالد العناني وبمشاركة علماء من ألمانيا وبريطانيا وهولندا والولايات المتحدة واليابان.
كما شارك بالمؤتمر وزيرا الآثار السابقين زاهي حواس وممدوح الدماطي، اللذان قدما وجهتي نظر متناقضتين بشأن وجود غرف إضافية وراء جدران مقبرة "الملك الذهبي".
وقال مدير المتحف المصري الكبير طارق توفيق في ختام المؤتمر: أتاح المؤتمر مناقشة حرة مع المتخصصين من الحضور مما أوضح أنه لا حاجة للمزيد من البحث والتحليل للتعرف على مدى وجود فراغات حول الدفن الخاصة بالملك توت عنخ آمون.
وتبادل المشاركون بالمؤتمر وجهات النظر المختلفة بشأن المسح الراداري الأولي الذي أجري في نوفمبر والمسح الرقمي الثاني الذي أجري في مارس.
وخلال المناقشات أكد ريفز، ومعه خبير المسح الراداري الياباني هيروكاتسو واتانباي، على اعتقادهما بوجود حجرتين خلف الجدارين الشمالي والغربي لحجرة دفن توت عنخ آمون، فيما فند حواس ومعه علماء من مصر وألمانيا الفكرة.
وشكك حواس في أن يقود المسح الراداري إلى "اكتشاف أثري" قائلاً إن هذا لم يحدث من قبل وإن العالم استبق النتائج قبل الوقوف على أدلة واضحة مؤكدة بشأن النظيرة الجديدة المطروحة.
وفي المقابل قال الدماطي إنه يعتقد بوجود حجرتين وراء المقبرة كما أظهر المسح الراداري إلا أنه يختلف مع ريفز بشأن نقطة واحدة وهي وجود نفرتيتي بإحدى هاتين الغرفتين إذ يعتقد أن ملكة مصرية أخرى ترقد هناك.
ومن أبرز توصيات المؤتمر ضرورة الاستعانة بلجنة مصرية يتم تزويدها بالخبراء الأجانب لوضع خطة واضحة لعملية نقل الآثار التي تعد في حالة حرجة مثل المقاصير المذهبة للملك توت عنخ آمون والعجلات الحربية.
وبالنسبة للمنسوجات من كنوز المقبرة أوصى المشاركون بعدم عرضها بشكل دائم خاصة المنسوجات المصبوغة ليتم عرضها بشكل دوري وتبادلي حفاظاً عليها.
كما أوصى المشاركون بإضافة شبكة إلكترونية معلوماتية إلى "مركز دراسات الملك توت عنخ آمون" المزمع إقامته وفق توصية المؤتمر في عامه السابق وذلك بهدف تبادل أحدث الدراسات والأبحاث بشأن الملك الصغير.
واكتشف عالم الآثار البريطاني هاوارد كارتر مقبرة توت عنخ آمون في 1922 ووجدها ثرية بالكنوز التي من أبرزها القناع الذهبي لوجه الملك والمعروض حالياً بالمتحف المصري في ميدان التحرير.
المصدر : وكالات