كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن هناك 12 دعوى إخلاء تقدّم بها مستوطنون من منظمة "عطرات هكوهنيم" الاستيطانية ضد 51 عائلة من سكان سلوان بمدينة القدس زاعمين انهم (المستوطنون) اشتروا بيوت هذه العائلات التي تضم أكثر من 300 فرد.

وأشارت الصحيفة إلى أن البيوت المهددة بالتهويد تقع في منطقة بطن الهوى في قلب بلدة سلوان المقدسية موضحة أن حكومة وبلدية الاحتلال تزعمان وتبرران تقديم هذه الدعاوى بحجة أنها "دعاوي مدنية عادية وليست سياسية"، وأن الحديث لا يدور عن عملية تهويد للبلدة، على الرغم من ان المستوطنين - حسب الصحيفة - يحظون وعلى مدار عشرات السنين بدعم حكومي من أجل تهويد البلدة، حيث حصلت جمعية "عطرات هكوهنيم" حصلت على قرار من المحكمة المركزية الاسرائيلية في القدس منذ عام 2001 بالتصرف بأراضي سلوان الواقعة في تلك المنطقة بذرائع "الأغراض الدينية" (كأمناء وقف عليها)، وعليه فقد بدأت الجمعية الاستيطانية عام 2004 تحت هذا المبرر بالاستيلاء على البيوت في المنطقة.

ومنذ ذلك التاريخ تنشط جمعية "عطرات هكوهنيم" الاستيطانية وتبذل جهودا مكثفة لترحيل السكان الفلسطينيين عن منازلهم وممتلكاتهم والاستيلاء عليها.

ولفتت الصحيفة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ضغوطا مكثفة على أهالي سلوان من خلال تقديم الدعاوي ضدهم وتقديم عروض مالية سخية لهم من أجل "الاخلاء الهادئ" لهذه البيوت وتهويدها.

وأشارت "هآرتس" إلى أنه وبالإضافة إلى بيت يونتان الذي تقيم فيه 10 عائلات يهودية، فإن 13 منزلا آخر تم إخلاؤها في العام الأخير إلا أنها ما زالت غير مأهولة.

ووفقا لمحامي عائلات المقدسيين زياد قعوار وشقيقه يزيد قعوار، والمحامي محمد الدحلة، فإن اتساع موجة دعاوى جمعية "عطرات هكوهنيم" الاستيطانية في هذه الفترة يأتي تحسبا من انتهاء الغطاء القانوني بتمكين الجمعية الاستيطانية من التصرف بأراضي سلوان "كأمينة وقف عليها" المحدد بـ 15 عاما تنتهي في تشرين الثاني المقبل ما قد يغلق الباب أمام الجمعية الاستيطانية في الاستيلاء على المنازل الواقعة هناك أو تهويد تلك المنطقة.

وبهذا الخصوص أشارت الصحيفة إلى أن كلفة الحماية الأمنية التي يوفرها الاحتلال للمستوطنين اليهود في سلوان بلغت العام الماضي 2015 حوالي 83 مليون شيكل، ومن المتوقع أن تبلغ هذا العام 74 مليون شيكل موضحة أن هذه الأموال تصرف بموجب قرار حكومي ومن ميزانية وزارة البناء والاسكان في حكومة الاحتلال.

وقدّر مصدر مطلع وفقا لما نقلته "هآرتس" بأن كلفة حماية كل عائلة من عائلات المستوطنين في سلوان تكلف دافع الضرائب الإسرائيلي مليون شيكل كل سنة للحراسة المكثفة في المنطقة ولتغطية سفريات وتنقل هؤلاء المستوطنين.

المصدر :