منذ أن أعلن الفنان محمد عساف خبر انفصاله عن الإعلامية لينا القيشاوي، بدأت الشائعات تدور حول موضوع الانفصال، فالبعض يلقي اللوم على عساف، وأخرون يضعون الحقّ على لينا، ما جعل الأخيرة تبدي انزعاجها من التدخل في حياتها الشخصية واطلاق الشائعات الكثيرة حولها. وأجرت مجلة "لها" حوار مع الإعلامية الفلسطينية لينا القيشاوي للحديث عن عدة جوانب من بينها الانفصال عن محمد عساف، حيث طالبت القيشاوي الجميع بإحترام خصوصيتها. الإعلامية لينا قيشاوي (22 عاماً) تخصصت في مجال التغذية وتدربت في مستشفى الجامعة الأردنية في عمان... فكيف بدأت الحكاية مع الإعلام؟ بدأت عملي في التلفزيون بالصدفة، إذ كان حلمي دراسة الإعلام، لكنني لم أفعل ذلك بسبب الوضع الخطير في فلسطين، حيث كانت العائلة تخاف عليّ، فرفض أهلي فكرة دراستي للإعلام، وتخصصت في مجال التغذية في جامعة بير زيت في الضفة الغربية في فلسطين، وأحببت هذا التخصص الذي له علاقة بالطب. وحين حصلت على فرصة العمل في التلفزيون، كان لديّ أمل في أن أوفّق بين دراستي في مجال التغذية وعملي في الإعلام، والبرنامج الذي أقوم بإعداده وتقديمه حالياً هو برنامج صباحي أستضيف ضمن فقراته اختصاصي تغذية، ولو عُرض عليّ مثلاً، إعداد تقارير ميدانية وتقديمها لرفضت عائلتي الفكرة. هكذا درست التغذية وعملت في الإعلام! ومن خلال برنامجي على فضائية «الفلسطينية» أحاول أن أُشعر المشاهدين بالفرح، لأن الناس متعبون وبحاجة إلى ما يريحهم. غالباً ما تؤدي العائلة دوراً مهماً في تقديم الدعم لأبنائها... كيف كان دعم عائلتك لك؟ والداي يقدمان الدعم لي دائماً، والجميل أن عائلتي قرارها واحد، وهذا يسهّل عليّ رسم مسار حياتي. أحد والديك من أصول أجنبية... هل أثّر ذلك في ثقافتك الشخصية؟ أمي روسية من سكان كازاخستان، وهذا الأمر جعلني أتمسك بفلسطين أكثر، كما أنّني عدتُ الى فلسطين برفقة والديّ في سن الرابعة إذ كان أبي يرغب أن نكبر في فلسطين، وأجمل أيام حياتي هي السنوات التي عشتها في فلسطين. صحيح أنني عشت هنا الانتفاضة الفلسطينية وظروفاً أخرى صعبة، لكن تبقى فلسطين بلدي وهي الأجمل. ممّن تتكوّن أسرتك؟ لي أخت أكبر مني وهي متزوجة ولديها ولد وبنت، ولدي أخ في نهاية المرحلة الثانوية العامة. هل تزورين كازاخستان؟ نعم، أسافر دائماً إلى بيت جدتي في كازاخستان وأزور أقاربي هناك. وكازاخستان بلد إسلامي لا أجد خلافاً جذرياً بينه وبين فلسطين. صحيح أنني أجد فيها بعض الحرية في طريقة ارتداء الملابس مثلاً، لكنني لا أتغير عندما أذهب إلى هناك كما لا أشعر بالغربة فيها. ولا أخفيك أنني لا أفقه اللغة الكازاخية لأنها صعبة جداً، وهي قريبة من اللغة التركية، لكنني أتحدث اللغة الروسية التي هي لغة أمي. أيّ طقوس تحبّين أن تمارسيها في كازاخستان؟ أحب أن أسير في الشوارع، لأن المنطقة التي يسكن فيها جدي وجدتي ريفية وتُشعرني بأنني قريبة من الطبيعة والحياة. وعندما أعود إلى المنزل بعد التنزه أحس بالتجدّد والنشاط. أنت امرأة إعلامية معروفة، كيف تنظرين إلى واقع الفلسطينيات؟ المرأة الفلسطينية تعاني من قيود أوّلها وأهمها الاحتلال الإسرائيلي، تليها القيود النابعة من أفكار قديمة ما زلنا نعيشها. نحن نخاف على المرأة كثيراً، وهذا يمنعها من النجاح والوصول إلى المناصب الكبيرة كالمرأة الأجنبية. وأسأل دائماً: لماذا لا تُعطى المرأة فرصة لتثبت نفسها، فتخرج من البيت للعمل وتخطئ مرة ومرتين وثلاث مرات لتجرّب وتتعلّم فهي مثل الرجل، ولا أقبل بأن يتحجّج أحد بالدين، فالدين ليس ضدّ عمل النساء، فالمرأة وُلدت لتترك أثراً وتساعد الآخرين في مختلف المجالات. برأيك، ما الذي يحبط المرأة؟ أؤمن بأنّ المرأة أقوى من الرجل، ليس مرة بل بعشرات المرات، لكنّ ما يحبطها أن تعطي ولا تجد من يقدّر ذلك. لدينا نساء يعملن أكثر من الرجال، لكن العطاء يعتمد على البيئة التي تربت فيها المرأة وطبيعة عملها والناس المحيطين بها. كيف تواجهين المشاكل التي تتعرضين لها كإعلامية؟ تعرضت للكثير من المواقف في حياتي، وفي كل مرة كنت أعتقد أنني لن أخرج منها، ذات مرة نلت علامة تسعة ونصف من أصل عشرة في امتحان الدين، فحزنت كثيراً لأنني أنشد التمييز. وفي مرة أخرى رسبت بإحدى المواد في الجامعة ولم أخبر أهلي، ولكنني تقدمت للامتحان مرة ثانية وحصلت على معدل 90، وفي تلك المرحلة بدأت أفهم أنه لا يوجد شيء اسمه نهاية العالم، وأن الإنسان يستفيد من تجاربه. كما أنني خسرت الكثير من المعارف والأصدقاء، لكن ذلك لم يحطّمني بل زادني قوةً وصلابة. هل تشعرين بأن هناك من لا يفهمك؟ أنزعج حين يحكم الناس عليّ بسطحية، وأتمنى ألّا يحكم أحد على أحد إلا عن قرب وعلى معرفة. ومن ناحية أخرى هناك أناس ينتقدونني على صفحتي الشخصية على «فايسبوك» بسبب نشري لمقولة أو صورة أو أغنية ما، أقول لهؤلاء أنتم لم تعيشوا تجربتي حتى تحكموا عليّ. هل الجمال نعمة؟ الجمال ليس نعمة ولا نقمة، والجمال الحقيقي هو جمال الروح الداخلي، ولذلك يجب أن نغض البصر عن المظهر الخارجي. و... الشهرة نقمة؟ عندما كان عمري 21 عاماً عملت في الفضائية الفلسطينية، فذاعت شهرتي في فلسطين، وأصبح الناس يتابعونني ويتابعون أخباري. وبعد خطبتي إلى الفنان محمد عساف أصبحت حياتي مقيدة كثيراً، وما كنت أواظب على فعله أصبح خطأ في نظر البعض، وشعرت بأن حياتي وتصرفاتي قد أصبحت تحت المجهر: هذا صح. هذا خطأ. هذا عيب. هذا... صرت حبيسة أقوال الناس! تم الانفصال بينك وبين الفنان محمد عساف عن تراض ووفاق، فلماذا كل هذا الاهتمام من الناس والشائعات والأقاويل؟ عندما تمت خطبتي كنت أعمل في التلفزيون، وهذا فتح المجال لكلام الناس، ولو لم أكن مقدمة برامج معروفة على «تلفزيون الفلسطينية»، ولو لم يكن محمد فناناً مشهوراً لما التفت أحد إلى موضوع فسخ خطوبتنا. وأنا أقول لهم انتقدوا عملي لكي أتطور، ولكن أن تنتقدوا حياتي الشخصية فهذا قرار مشترك بيني وبين محمد، وكل القصة أننا تعارفنا وأعلنّا خطبتنا، ثم افترقنا حتى لا نندم على الزواج ومن ثم الطلاق. إلى أيّ مدى أثرت فيك الشائعات؟ لا أكتمك سرّاً أنني قلت لزملائي في التلفزيون إن أمنيتي هي أن أغيّر اسمي، فأنا مللت مما يدور من كلام حول فسخ الخطبة. حدّثينا عن ردود فعل عائلتيكما؟ لا أستطيع أن أرد على ما قيل عن لسان والدة عساف لأنني لم أسمع كلامها بأذني، ولا أصدق وسائل الإعلام لأنها نقلت عني الكثير مما لم أقله. أما بالنسبة إلى عائلتي، فإن أمي لا تقرأ العربية، وهذا خفّف من حدة تعاملها مع الموضوع. وفي كل الأحوال، أهلي يعلمون حقيقة ما يحدث معي وهم يقفون بجانبي. عموماً أنا واثقة بأنهم منزعجون من الشائعات على الرغم من عدم بوحهم بذلك. خطبتك من محمد عساف كانت الثانية بالنسبة إليك، فهل أثر فيك هذا الأمر؟ لا. وسأخطب مرتين وثلاثاً وأكثر... وإن لم أجد الإنسان الذي يتوافق مع طباعي فحرام علي أن أتزوجه، فالخطوبة هي لتعارف الخطيبين وليس في ذلك عيب أو حرام. وخطبتاي الأولى والثانية علمتاني أشياء كثيرة، وحالياً لا أفكر بالزواج لأنني اكتشفت أن على الفتاة أن تتعلم وتعمل أوّلاً، وهذا برأيي أهم من الزواج في هذه الفترة، لأن عمري 22 عاماً فقط والضغط الذي تحملته في هذه الفترة يفوق طاقة الكثيرات. ما الذي أعجبك في عساف قبل الخطبة؟ بصراحة لم أتعامل معه كفنان كما يفكر الناس. أما محمد الإنسان فهو شخص طيّب وأفكاره مميزة، وهو يحب الخير للناس. زعم كثيرون أن شهرتي زادت بعد خطبتي من محمد، ولكنني عندما اخترت عساف شريكاً كنت أريد أن أكوّن معه أسرة، وهو كان يشاركني في وجهة النظر هذه. هل تحدثتما بعد الانفصال؟ لا، ولكن إذا التقيت به في يوم من الأيام فإنني سأتعامل معه بكل احترام، وأنا لم أقطع علاقتي به لأنه إنسان سيئ، بل لأننا سنظلم بعضنا إذا تابعنا حتى مرحلة الزواج. بعد فسخ الخطبة مع الفنان محمد عساف... هل تفكرين بالارتباط؟ لا أفكر بأحد حالياً، وإذا فكرت في يوم من الأيام في الارتباط فإنني سأبحث عن إنسانيته بغض النظر عمّن يكون، وأهمّ شيء تقارب الأفكار . هل كنت تغارين من معجبات محمد، وهل قلّ عدد المعجبات به بعد الخطبة؟ لا، لم أشعر بالغيرة بل كنت أحبهن وتضايقت لأنّ عدد المعجبات به قلّ، ولمت نفسي على ذلك. لكن بعد فسخ الخطبة عادت جميع المعجبات إليه. ما رأيك في فيلم «يا طير الطاير» الذي يتناول قصة حياة الفنان محمد عساف؟ شاهدت الفيلم في لندن بدعوة منMBC ، وكنت برفقة أمي، وفي رأيي الشخصي أن الهدف من الفيلم هو إظهار شخصية محمد الطموح، وأن أي إنسان يمكن أن يكون مثل عساف. ولكن محمد ليس لديه مشوار فني طويل حتى يُصنع فيلم يلخص حياته ورؤيته، علماً أن الفيلم جميل ويبقى محاولة. ما الذي يميز لينا عن غيرها من النساء؟ من الصعب توصيف شخصيتي لأنني لا أرى نفسي بمنظور الآخرين، ولكنني عموماً إنسانة تحب الحياة وتؤمن بالنهايات السعيدة لأي قصة تعيشها. وأنا بطبعي فتاة اجتماعية وهادئة، خاصة في مجال عملي، وأحب التعرف باستمرار إلى أناس جدد للوقوف على تجاربهم المختلفة. لكن في ما يتعلق بحياتي الخاصة، لا يتعدى عدد أصدقائي الصديقتين المقربتين. كما أميل أحياناً إلى الانفراد لأتيح لنفسي فرصة التفكير. هل تتبعين روتيناً معيناً في الحياة؟ تهتم الأنثى عموماً، سواء العربية أو الاجنبية، بجمالها الخارجي حتى لو أنكرت ذلك، فهذه طبيعة البشر التي لها أسبابها الخاصة ودوافعها المختلفة. ولكنني أقول دائماً أن الجمال هو جمال الروح، والانطباع الذي نتركه في نفوس من حولنا. وكوني رسامة وأهتم بالفن، وجدت الماكياج نوعاً من أنواع الفنون، مع أنني أتردد كثيراً في تحديد الألوان التي استخدمها، سواء أكان ظلال العيون أم أحمر الشفاه، ورغم ذلك أتجرأ أحياناً وأختار ألواناً مغايرة لطبيعتي. ولكنني في الغالب أحب الالوان الترابية القريبة من البني والبيج، وأستخدم في بعض المناسبات الألوان البارزة كالأحمر أو البنفسجي بما يتناسب مع طريقة اللباس... ويبقى الأسود لوني المفضل، لدرجة أنني كنت أصبغ شعري باللون الأسود المائل إلى الزرقة طوال فترة دراستي في الجامعة. وبحكم عملي اليوم وما يتلاءم مع برنامجي الصباحي، بتُّ أفضّل الملابس ذات الألوان الزاهية، كما لا أحب استخدام وصلات الشعر ونادراً ما أضع العدسات الملونة. وفي أيامي العادية، يقتصر ماكياجي على الماسكارا والآيلاينر، حرصاً مني على إراحة بشرة وجهي والمحافظة على نضارتها ونقائها بعيداً من التصوير التلفزيوني. ما مدى اهتمامك بالموضة؟ قد يلاحظ الكثيرون أنني أتابع على صفحات «إنستغرام» آخر صيحات الموضة، لأنني أحب الاختلاف والتميز في ملابسي. ورغم التصاميم الكلاسيكية التي أطل بها دائماً، لكنني أرتدي الجينز وملابس الكاجوال وتلك الرياضية، التي تشعرني بالراحة. ومع أنني أحب اللون الأسود كثيراً كما أسلفت، لكنني أفضل دمجه مع اللون البيج أو الزيتي أو الرمادي. وبالنسبة إلى الإكسسوارات أحبها كثيراً، ولكنني لا أتزين بها دائماً لظروف عملي التي لا تتطلب ذلك. كيف تنظرين إلى المستقبل؟ بلغت العاشرة وأنا أتمنى أن يعمّ السلام العالم، وكبرت وبقي هذا سراً بيني وبين نفسي. لكنني أؤمن بأنني، مع آخرين، نستطيع أن نفعل شيئاً كي نقلل من الحقد والحروب.-
المصدر :