أثارت الأزمة المستمرة بين اتحاد المعلمين والحكومة الفلسطينية حفيظة العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي فلسطينيًا خلال الأيام الماضية، حيث تضاربت الآراء حول تأييد البعض لتعطيل الدراسة والإضراب مقابل تحقيق مطالب المعلمين، ومعارضة البعض الآخر لتعطيل الدراسة بأي شكل لما يؤثر ذلك على الطلاب والمسيرة التعليمية. وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي العديد من الحملات والوسوم التي تنتقد وتؤيد إضراب المعلمين، حيث انقسمت بين ضرورة إعطاء المعلم حقه كاملًا حتى يستطيع إكمال عمله على أتم وجه، وبين أن المعلم يقدم رسالة سامية لا يجوز التهاون بها، وأن الطلاب أمانة في عنقه. وتأتي الأزمة الحالية بعد انتهاء الفصل الأول للعام الدراسي الحالي، ومع بقاء أقل من أربعة شهور على امتحانات الثانوية العامة في فلسطين، حيث تعقد عادة قبيل شهر رمضان مطلع الصيف الحالي. وتتمثل مطالب المعلمين بإكمال علاوة طبيعة العمل وصرفها مع راتب شهر فبراير شباط الحالي، مع علاوة غلاء المعيشة المجمدة منذ ثلاثة أعوام، وصرف المتبقي من علاوة طبيعة العمل بنسبة 5% من تاريخ الإقرار في الأول من يناير كانون الثاني 2014، إضافة لصرف 9% من علاوة طبيعة العمل للعاملين في وزارة التعليم.

"استغاثة"

وفي السياق، سلّم عدد من طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" في محافظة الخليل رسالة إلى وزير التربية والتعليم صبري صيدم في مقر الوزارة في مدينة رام الله، واعتصموا أمام مقر الوزارة بعد ذلك. وأكدت مصادر محلية أن أحد الطلاب سلم الرسالة إلى مكتب الوزير، حيث حملت عنوان "استغاثة"، وجاءت باتفاق جميع طلبة الثانوية العامة في المحافظة. وأوضح الطلاب أن مطالبهم هي "إعطاء المعلم حقوقه كافة وان تتولى وزارة التعليم الدفاع عن حقوق المعلمين وانصافهم، حيث أن نسبة لا يستهان بها من الطلبة هم أبناء معلمين أو معلمات". ويواصل معلمو الضفة الغربية الإضراب عن العمل بجميع المدارس لليوم الاثني مطالبين بحقوقهم، حيث علقوا الدوام بشكل جزي جزئي، لكن اعتداءات على المعلمين في محافظتي سلفيت وجنين دعت المعلمين إلى تنفيذ إضراب شامل في جميع مدارس المحافظات. يذكر أن طلبة الثانوية العامة في الضفة الغربية خسروا أكثر من 120 حصة دراسية بسبب الاضرابات، مطالبين وزير التربية ببذل جهده من أجل إنقاذ المسيرة التعليمية في ظل اقتراب امتحانات "التوجيهي". وكانت وزارة التعليم حذرت من الإضرابات المستمرة، معلنة أنها قد تقود لتمديد الفصل الدراسي، وتأجيل امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي".

المصدر :