يعرف دور الصحافة والإعلام عالميًا بالسلطة الرابعة، التي تعكس مدى ثقافة وحضارة أي مجتمع إنسانيًا، لكونها تحمل في أصلها رسالة سامية، تطبق من خلال مهنة اقترنت دومًا بالمتاعب، وبين تمكن الإعلام وعجزه من ممارسة دوره الريادي في بعض المجتمعات، تُعطى السلطة الرابعة حقها، أو تكبل بالكامل. ويقدم الإعلام العربي بين فترة وأخرى، نماذجًا في تطبيق روح المهنة وأصلها، من خلال التقارب وعدم الانسلاخ عن الواقع والجانب الإنساني، مع التمتع الكامل في ذات الوقت بالموضوعية والمهنية. وفي السياق، نشر مراسل قناة الجزيرة القطرية في غزة تامر المسحال، مقطعًا من محادثة تمت عبر "فيسبوك" مع زميله المراسل في اليمن، والمفقود في مدينة تعز، حمدي البكاري، تضمنت الشكوى من الأوضاع الإنسانية المرافقة للحصار، والذي يعشيه ويعرفه كليهما. ويتساءل البكاري عن جدوى الموت في نزاع يمني يمني، قائلًا: مرات كثير أرى الموت، وأدعو الله لماذا أموت هنا.. لماذا لا أكون في فلسطين، موضحًا أنه طالما تمنى التواجد على أرض فلسطين. وأرفق المسحال المحادثة بتعليق، أن هذه ليس المرة الأولى الذي يعبر البكاري فيها عن حلمه في زيارة فلسطين، متمنيًا السلامة له مع الطاقم المرافق. يذكر أن الاتصالات والأخبار انقطعت لدى الجزيرة عن البكاري ورفيقيه الصحافي والمصور التلفزيوني عبدالعزيز الصبري والسائق منير السبئي، في مدينة تعز اليمنية، منذ مساء الاثنين الماضي، حيث أكد شهود عيان أن المرة الأخيرة التي شوهد فيها كانت في حوالي الساعة العاشرة مساءً. وتشير واقعة الاختفاء، إلى حجم المخاطر التي يتعرض لها الصحافيون في تعز، التي تشهد قتالاً منذ مارس/آذار الماضي، بين المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي ومليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع عليّ عبدالله صالح التي اجتاحت المدينة. يذكر أن قطاع غزة شهد استشهاد 17 صحافيًا خلال الحرب الإسرائيلية صيف 2014، جراء الاستهداف المباشر لهم دون مراعاة الحق في التغطية، والحرمة الدولية لاستهدافهم.

المصدر :