أعلنت السلطات التونسية فرض حظر التجول في مدينة القصرين بعد تدخل الشرطة لتفريق مظاهرة لعاطلين عن العمل، أصيب فيها 14 شخصاً. وأوضحت وزارة الداخلية أن حظر التجول في القصرين بين السادسة مساء والخامسة صباحا بداية من تاريخ اليوم 19 كانون الثاني/يناير. وأكد شهود عيان أن نحو 500 شخص تجمعوا أمام مقر المحافظة هاتفين أن "العمل حق من حقوقنا". وقال مسؤول في وزارة الداخلية "قام بعضهم برشق الحجارة في حين صعد آخرون إلى سطح المقر فعمدت الشرطة إلى تفريقهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع". من جهته، قال والي القصرين الشاذلي بوعلاق لوكالة الأنباء الفرنسية إن " 14 شخصا نقلوا إلى المستشفى لإصابتهم بجروح طفيفة".   وقال المسؤول في الوزارة إن الوضع كان "مستقرا" منتصف اليوم لكن بعض السكان قطعوا إحدى الطرق الرئيسية في المدينة بإطارات مشتعلة فيما انتشر الجيش أمام مقر الوالي. وأغلقت بعض المحلات التجارية ومدارس ومكتب البريد أبوابها في وقت مبكر بسبب الاضطرابات. وقال شهود إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز لتفريق محتجين غاضبين يطالبون بوظائف. وأضافوا أن قوات الأمن لاحقت المحتجين الذين رفعوا شعارات تطالب بالحق في العمل في شوارع المدينة بقنابل الغاز والهراوات. وكان المحتجون العاطلون يتجمعون أمام مقر الولاية حين هدد بعضهم بالانتحار وهو مادفع قوات الأمن لإطلاق قنابل الغاز لتفريقهم. وأكد شهود أن قوات من الجيش والشرطة تدخلت لمنع محتجين من اقتحام مقر الولاية حيث كان يعقد اجتماع بين والي القصرين وعاطلين عن العمل. والوضع متوتر في القصرين منذ السبت إثر وفاة أحد العاطلين عن العمل رضا اليحياوي (28 عاما)، بصعقة كهرباء بعد تسلق عمود قرب مقر الوالي احتجاجا على سحب إسمه من قائمة توظيف في القطاع العام. وتمت إقالة أحد كبار المسؤولين في القصرين من منصبه في أعقاب وفاة هذا الشاب كما أمرت رئاسة الحكومة بفتح تحقيق. وشهدت القصرين، إحدى أفقر المناطق في تونس، مرارا منذ ثورة 2011 احتجاجات تحولت في بعض الأحيان إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة على خلفية البؤس والبطالة.

المصدر :