أبرز الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أهم أهداف المنظمة الأممية في العام الجديد، مبرزاً في مقدمتها تسوية النزاعات التي تغذيها الخلافات الدولية، والنصر على "داعش" والإرهاب.

وفي كلمته الأخيرة من منبر الجمعية العامة قبل انتهاء ولايته سكرتيراً عاما للأمم المتحدة مع نهاية العام الحالي قال بان كي مون: "ينبغي علينا في غضون 2016 وضع حد للنزاعات المستمرة نتيجة للخلافات الدولية، وفعل الكثير من أجل حماية الشرائح الاجتماعية المستضعفة، وإظهار تصميمنا الجدي على منع وقوع الهزات التي قد يخبئها لنا المستقبل".

وتوقف بان كي مون بشكل مطول عند الأزمة السورية وسبل حلها، فيما اتهم الأطراف المتناحرة في هذا البلد بانتهاك حقوق الإنسان، معتبرا حصار المدن والبلدات السورية جريمة حرب.

وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، كشف عن أنه سينشر خطة أعدها لضبط إجراءات الوقاية من الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أنه يعول على خطته هذه في أن تصبح نقطة تهتدي بها الدول حين صياغة استراتيجيات أمنها القومي.

وأضاف: "التحدي الأكبر الذي يواجهنا يتمثل في ضرورة دحر "داعش"، و"بوكو حرام"، و"القاعدة" وغير ذلك من زمر، على أن لا نندحر نحن بسبب المواقف العقيمة التي تغذي التطرف الذي نسعى إلى اجتثاثه".

وشدد الأمين العام على أن مكافحة الإرهاب تتطلب تبني إجراءات أمنية مجربة، على أن ترتكز هذه الإجراءات على طموحات حماية حقوق الانسان والوقاية من انتشار الراديكالية في الأوساط الشبابية.

وفي التعليق على ما يعانيه القانون الدولي، انتقد بشدة الانتهاكات على هذا الصعيد، وفي مقدمتها ما يسمى بعمليات توجيه "ضربات دقيقة" التي راحت المستشفيات ضحية لها، في "اعتداء على الإنسانية ككل"، مشيرا حسب مجلة "فورن بوليسي" إلى الضربات الجوية الأمريكية والسعودية بالدرجة الأولى.

وعلى صعيد أسلحة الدمار الشامل ودور الأمم المتحدة في منعها وحظر انتشارها، دعا بان كي مون إلى إعادة إدراج هذه القضية بين أهم الأولويات على الحلبة الدولية.

وقال: "السلاح النووي يهدد بقاء الإنسانية، والدول التي تربط أمنها بالحفاظ على السلاح النووي والاستحصال عليه، إنما تسهم في تعزز المخاطر التي قد تتهددها وتهدد العالم بأسره".

واعتبر في هذه المناسبة تجربة القنبلة الهيدروجينية التي أجرتها كوريا الشمالية مطلع الشهر الجاري "أنها شكلت عامل زعزعة يهدد الأمن الجماعي".

وفي ختام الكلمة، أكد بان كي مون على أن السنة الجديدة ستكون "سنة حافلة بالمسؤوليات". وأعاد إلى الأذهان، بدء سريان أجندة العمل الأممي الجديدة للتنمية مع بداية العام 2016 والتي ستستمر حتى سنة 2030، مشيرا إلى ضرورة أن ينطلق تطبيق هذه الأجندة العملي في غضون العام الحالي.

تجدر الإشارة إلى أن ولاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سوف تنتهي في الـ31 من كانون الأول 2016، فيما سيتم انتخاب سلف له في غضون العام الجاري.

ويلاحظ الكثير من المراقبين أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تنتهي ولايته الثانية مع نهاية العام الجاري يتطلع الى المنظمة الدولية وعينه على موقع الامانة العامة.

المصدر :