يستذكر مدير مؤسسة بيلست الوطنية للدارسات والنشر سهيل نقولا ترزي، جذور المسيحيين الفلسطينيين وذلك بعد سنوات طويلة عاشوها جنبًا لجنب مع المسلمين في فلسطين وقطاع غزة على وجه الخصوص. ويتشاطر المسحيين  والمسلمين في قطاع غزة، الصفوف الأولى بالأفراح والأحزان رغم اختلاف الثقافات والأديان. ويعود أصول المسيحيين كنعانية عربية فهم يعتبرون جالية أو عابر سبيل تجذروا داخل فلسطين وتهجروا منها كما تهجر الفلسطينيين عام 48. وينحدر المسيحيون الفلسطينيون من شعوب المنطقة الجغرافية التاريخة والتي هي مهد الديانة المسيحية، ويعيشون اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمهجر . ويقول نقولا لـ"الوطنيـة" إن المسيحيون الفلسطينيون الى طائفة الأرثوذكسية الشرقية بنسبة 89%  ، 9.3 % وطائفة الكاثوليكية غربية , 1.52% طائفة البروتستانتية و مذاهب أخرى . وقدم المسيحيين في غزة قوافل من الشهداء على مر التاريخ والعصور ,ولعب دورا في اشغال مناصب المجالس الحكومية من أجل التكاتف والتعاضد نحو تحرير القدس والمسجد الأقصى . وتهجر المسحيين من اللد والرملة ويافا وباقي مدن الفلسطينية الى قطاع غزة كباقي أبناء الشعب الفلسطيني المسلم، في وقت لا يتجاوز عدد المسيحيين بفلسطين حوالي 20 % من تعداد السكان . ويلعب التعليم دورا هاما لدي المسيحيين للدفاع عن أنفسهم و تكوين شخصيتهم داخل المجتمع الفلسطيني , حيث يحمل 350 فرد شهادات جامعية و58 حاملين شهادات الماجستير والدكتوراه. وبحسب أخر الدراسات فأنه يقطن داخل القطاع 390 اسرة مسيحية مجموع 1313 فرد , 636 ذكر و 677 انثي. ومنذ وجود المسيحي الفلسطيني في مدينة غزة والاحتلال الاسرائيلي يفرض سياساته العنصرية والتعسفية لحرية تنقلهم عبر معبر (أيرز) الذي يعد المنفذ الوحيد للمسيحي للاحتفال بالأعياد المسيحية بالضفة الغربية وجمع شمل العائلات ببعضها البعض. ويؤكد سهيل على تمسك المسيحي العربي بالثوابت الوطنية  تجاه وطنه ليحبط  المخططات التأمريَ ضد أبناء الشعب. ورغم التناقص المسيحي  الذي بدأ يظهر بالآونة الأخيرة بسبب انخفاض معدل المواليد بين المسيحيين وذلك بسبب تدني مستواهم الاقتصادي والاجتماعي، وفشل مشاريع التنمية والنهضة إلا أن المسيحيين إلى جانب إخوانهم المسلمين ما زالوا يكافحون من اجل تنمية وازدهار هذا الوطن.

ثالث أقدم كنسية قائمة

وارتبط وجود المسيحين بغزة مع وجود السيد المسيحي والكنائس حيث تحظى كنيسة القديس برفيريوس بمكانة قدسية وهي أحد أقدم الأحياء الشعبية وهى حي الزيتون التي بنيت عليها عام 402م وانتهى بناءها عام 407م. ويقول مسؤول العلاقات العامة للكنيسة كامل عياد تاريخها خلال العصور المنصرمة  لـ"الوطنيـة" إن كنيسة "أفظوكسيياني" نسبة الى الامبراطورة أفظوكسييا , وبعد موت القديس البار سميت باسم كنيسة القديس (برفيريوس) . وتنقسم كنيسة برفيريوس لقسمين علوي وسفلي الهيكل الخاص ولصالة المرتلين وصممت بجدران ضخمة مدعمة بأعمدة بيزنطية وسقف يعلو برسومات قديمة.  

المصدر :