تاريخ النشر:
19-08-2017 10:58 AM - آخر تحديث:
19-08-2017 7:58 AM
ارتاحت أسارير الخمسيني "جبر غزال" بعد أن تلقى اتصالا هاتفيًا لبعض دقائق من ابنه "محمود" الذي فُقدت أثاره الأسبوع الماضي.
وظهرت على وجه غزال علامات الراحة النفسية بعد علمه أن ابنه المفقود على قيد الحياة ولم يتعرض للقتل أو التنكيل.
وسرعان ما يختفي شعور الراحة لتسيطر عليه علامات الحزن خوفًا على مصير ابنه المعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وهاتف "محمود جبر غزال" عصر الجمعة الماضية والده من داخل سجن بئر السبع الاسرائيلي لإخباره بانه تسلل من شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة واجتاز الحدود إلى إسرائيل.
ولجأه محمود إلى هذا الخيار هرباً من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع، وطمعاً في الحصول على فرصة عمل، كما يقول والده للوطنيـة.
وتعاني عائلة غزال من أوضاع أسرية صعبة جدًا بعد توقف والدهم عن العمل بسبب إغلاق المعابر مع الاحتلال الاسرائيلي عام 2005، وعدم حصول أي من الأبناء فرصة عمل بسبب الاوضاع الاقتصادية والحصار المفروض.
وكان محمود قد ترك منزل عائلته منذ ظهر الأحد الماضي الموافق (8/2/2015) تاركا هاتفه المحمول وبعض أدواته الشخصية، متوجهًا لاجتياز الحدود الشرقية الفاصلة لمخيم المغازي.
وتواصلت العائلة بعد يوم من فُقدان محمود مع كافة الجهات الأمنية في قطاع غزة وجميع المؤسسات الدولية المختصة في حماية المواطنين وحقوقهم.
ويقول والد محمود إن : " هروب محمود من قطاع غزة كان بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشباب في القطاع".
وشدد غزال على أن فكرة اجتياز حدود قطاع غزة ودخول الأراضي المحتلة تراود جميع الشباب في القطاع بعد العدوان الأخير، والحصار المفروض على القطاع منذ ثمانية أعوام.
ويتخوف الوالد من ازدياد حالات التسلل بين شُبان قطاع غزة بسبب ارتفاع البطالة، محملاً حكومة الوفاق الوطني المسئولية الكاملة عن ذلك، مطالباً إياها بالعمل بكافة الوسائل من أجل تحسين واقع الشباب.
وتقول والدته أم "ياسر غزال" إن ابنها خرج من المنزل متوجهًا لاجتياز الحدود الشرقية دون إخبار أحد من إخوته أو أصدقائه.
وشددت على أن الحصار الاسرائيلي المفروض منذ ثمانية سنوات على القطاع هو السبب الأكبر لفعلة محمود.
ورغم شعورها بالارتياح للاطمئنان على حياة ابنها إلا أنها ترفض بشكل قاطع طريقته في الهروب من الواقع، مؤكدة أن ابنها لم يكن يحلم سوى بالعيش بحرية وكرامة، وأن يكون له كيانه الخاص دون الحاجة الى اصحاب الخير للحصول على الاموال والملبس والمشرب.
ولم تختلف والده محمود مع زوجها كثيرًا على تحميل حكومة الوفاق المسؤولية الكاملة عن هروب ابنها محمود والعشرات من شُبان القطاع إلى الاحتلال.
وتعتزم ام ياسر زيارة ابنها محمود المتواجد في سجن بئر السبع للاطمئنان وتعيين أحد المحامين له من أجل الدفاع عن حقوقه وإطلاق سراحه.
ويتسلل بين فينة وأخرى شبان وقاصرين من قطاع غزة للأراضي المحتلة بغية البحث عن فرص عمل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، نتيجة الحصار المفروض من قبل الكيان الإسرائيلي منذ نحو ثماني سنوات.
وترى شقيقة محمود أن شقيقها هرب من القطاع واجتاز الحدود الفاصلة مع القطاع لسوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها وعدم حصوله على فرصة عمل ليحقق من خلالها أحلامه.
ولم يختلف شعور شقيقة كثيرًا، فهي ما زالت حتى اللحظة تشعر بالخوف الشديد على مصير شقيقها المعتقل لدى الاحتلال الاسرائيلي.
المصدر :