يستقبل الفلسطينيين عام 2016 بتطلعات وأمال مُعادة ومكررة، تعذر تحقيقها في عام 2015، وسط حالة من الجمود على صعيد المصالحة الوطنية، وأزمات اقتصادية واجتماعية تعصف بالضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللجوء في الدول العربية.

ويعتبر عام 2015 الأسوأ على إنهاء الانقسام بين حركي فتح وحماس، حيث ألقى بظلاله على تعذر الوصول لاتفاق بخصوص موظفي حكومة غزة السابقة، وحل أزمة المعابر وتطبيق اتفاقات المصالحة، حيث زارت الحكومة قطاع غزة لمرتين فقط، كان آخرها نهاية إبريل/ نسيان، ولمدة 24 ساعة.

وشهدت 2015 إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 سبتمبر/أيلول 2015 بتصويت أغلبية أعضائها رفع علم فلسطين في المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك، لتكون المرة الأولى التي تقر فيها الجمعية رفع علم دولة مراقبة لا تتمتع بعضوية كاملة في المنظمة، حيث وصوت لصالح مشروع القرار 119 دولة، فيما اعترضت ثماني دول بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، وتحفظت 45 دولة بينها بريطانيا.

واستمر الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة في 2015، حيث أثر على حياة السكان وعلى أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، بسبب استمرار الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف إلى "مأسسة الحصار"، وجعله مقبولاً على المستوى الدولي، رغم انتهاكه لقواعد القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وحقوق الإنسان.

ولم يطرأ خلال العام 2015م، أي تغيير جوهري على الحركة التجارية، بل استمرت سلطات الاحتلال في فرض حظرًا على دخول مواد إعمار ما دمرته الحرب، وصادرات القطاع إلى أسواق الضفة الغربية والعالم.

أما في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول بدأت أحداث انتفاضة القدس، حيث كانت بمثابة ردة الفعل لسياسات انتهجتها إسرائيل تجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى على وجه الخصوص.

وبالرغم من المعارضة الدولية والإقليمية لهذه الإجراءات إلا أن الحكومة الإسرائيلية بقيت ماضية في سياساتها، رغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من مرة بأنه لن يغير من وضع المسجد القائم، مستغلًا بذلك الانشغال الدولي في ملفات غير الشأن الفلسطيني.

وواصلت إسرائيل خلال 2015 انتهاكاتها، أما هذه المرة من خلال قرار حظر الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر بتاريخ 17/11/، وحظر بعض شخصياتها ولجانها العاملة، حيث داهمت قوى الأمن الإسرائيلية مكاتب الحركة في مدينة أم الفحم.

واتهمت إسرائيل الشيخ رائد صلاح بتأجيج الأوضاع في المسجد الأقصى وممارسة "حملة تحريض ممنهجة" ضد إسرائيل.

المصدر :