عبرت قافلة تقل جرحى مدينة الزبداني بريف دمشق الحدود السورية اللبنانية تطبيقا لصفقة التبادل بين المعارضة السورية والنظام السوري التي تشرف عليها الأمم المتحدة. ودخلت حافلات وسيارات إسعاف تقل جرحى بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب نحو الأراضي التركية عبر معبر باب الهوى الحدودي شمال إدلب تمهيدا لنقلهم إلى مطار هاتاي التركي لنقلهم جوا إلى لبنان بشكل متزامن خلال الساعات القادمة. وحملت القافلة من الزبداني -التي تتألف من حافلات تابعة للأمم المتحدة وسيارات مدنية وسيارات إسعاف- نحو 123 شخصا في طريقهم جوا إلى تركيا عبر لبنان. واحتشدت جموع غفيرة من اللبنانيين والسوريين في المعبر الحدودي لتحية أبناء الزبداني الذين جرى إجلاؤهم. وقال شهود عيان إن من المرتقب أن تصل الحافلات إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت في وقت لاحق مساء اليوم للتوجه جوا إلى تركيا. وأشار الشهود إلى أن طائرة تركية مجهزة لنقل الجرحى هبطت بالفعل في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ولفت إلى وجود ثماني حالات حرجة لجرحى الزبداني يمكن أن تنقل إلى مستشفيات لبنان. وعبرت حافلات تقل جرحى بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، تمهيدا لنقلهم إلى مطار هاتاي التركي، حيث تنتظرهم طائرتان ستقلهم إلى بيروت فدمشق. وتقوم السلطات التركية بالتثبت من هويات جرحى الفوعة وكفريا البالغ عددهم نحو 338. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية "بدأ صباح اليوم إجلاء أكثر من 120 مسلحا وجريحا من الزبداني، وأكثر من 335 شخصا -بينهم مدنيون من الفوعة وكفريا- تنفيذا للمرحلة الثانية من الاتفاق بين قوات النظام والفصائل المقاتلة". ومن المقرر بعد انتهاء عملية الإجلاء السماح بإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية إلى بلدتي الفوعة وكفريا، وإلى مدينة مضايا المحاصرة في ريف دمشق والمجاورة للزبداني، والتي تؤوي الآلاف من السكان والنازحين، وفق المرصد. وتوصلت قوات النظام والفصائل المقاتلة إلى اتفاق في 24 سبتمبر/أيلول الماضي بإشراف الأمم المتحدة يشمل في مرحلته الأولى وقفا لإطلاق النار في الفوعة وكفريا والزبداني، ومن ثم إدخال مساعدات إنسانية وإغاثية إلى هذه المناطق. ونصت المرحلة الثانية على السماح بخروج المدنيين والجرحى من الفوعة وكفريا إلى مناطق تحت سيطرة النظام مقابل توفير ممر آمن لمقاتلي الفصائل من الزبداني ومحيطها إلى إدلب معقل الفصائل المسلحة، على أن يبدأ بعدها تطبيق هدنة تمتد لستة أشهر. وكانت قوات النظام وحزب الله اللبناني شنت في يوليو/تموز الماضي هجوما عنيفا على الزبداني أدى إلى محاصرة مقاتلي الفصائل في وسط المدينة. وفي رد على هذا الهجوم ضيق مقاتلو الفصائل الخناق على الفوعة وكفريا المواليتين للنظام. يشار إلى أن ائتلاف فصائل جيش الفتح تمكن من السيطرة على محافظة إدلب بالكامل الصيف الماضي باستثناء هاتين البلدتين اللتين تدافع عنهما مليشيات موالية للنظام. ويأتي تنفيذ اتفاق الزبداني بعد يومين على تجميد اتفاق آخر لإجلاء أربعة آلاف شخص، بينهم أكثر من ألفي مسلح أغلبيتهم من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة من مناطق القدم والحجر الأسود واليرموك في جنوب العاصمة إثر مفاوضات بين النظام السوري ووجهاء تلك المناطق.

المصدر :