استشهد فجر اليوم الاحد القيادي في حزب الله سمير القنطار بغارة اسرائيلية على ريف دمشق. ولد سمير سامي القنطار عام 1962 في بلدة عبية الجبلية من اسرة لبنانية، وانتمى لجبهة التحرير الفلسطينية في العام 1976 شبلا في الـ14 من عمره. بتاريخ 31 كانون الثاني/ يناير 1978، اختير سمير القنطار هو واثنان من رفاقه لتنفيذ عملية عبر الحدود الاردنية في منطقة بيسان داخل فلسطين، لكنه اعتقل من قبل السلطات الاردنية وسجن لمدة ثمانية أشهر وأطلق سراحه، إلا أنه عاد إلى لبنان وصمم على النزول بعملية نهاريا البطولية في 22 نيسان 1979 حيث اشرف على هذه العملية أمين عام الجبهة الشهيد أبو العباس ورفيق دربه سعيد اليوسف. وفي 22 أبريل 1979 تسلل القنطار عندما كان في ال16 ونصف من عمره، مع عبد المجيد أصلان، مهنا المؤيد، احمد الأبرص، من أفراد من "جبهة التحرير الفلسطينية" عبر الحدود اللبنانية بحرا في قارب مطاطي. وعند وصولهم إلى مدينة نهاريا، أطلقوا النار على سيارة شرطة وقتلوا شرطيا إسرائيليا، ثم اقتحموا منزل عائلة عالم الذرة الإسرائيلي داني هاران واختطفوه هو وطفلته بينما اختبأت الأم، سمادار هاران، مع طفلتها الأخرى وجارة للعائلة. أخذت المجموعة بقيادة القنطار الأب وابنته إلى شاطئ البحر، وعندها بدأ تبادل إطلاق النار بين الشرطة الاسرائيلية وأفراد المجموعة، قتل القنطار المخطوفين قبل اعتقاله، كذلك قتل شرطيا إسرائيليا في تبادل إطلاق النار، وفي بيت العائلة ماتت الطفلة الأخرى اختناقا عندما حاولت الأم إسكاتها خشية اكتشاف المخبأ. المميز في عملية نهاريا أن المجموعة استطاعت اختراق حواجز الاسطول السادس واخفوا الزورق عن الرادار وحرس الشاطئ. بدأت العملية في الثانية فجرا واستمرت حتى ساعات الصباح، ووصلت المجموعة الى شاطئ نهاريا حيث يوجد أكبر حامية عسكرية اضافة الى الكلية الحربية ومقر الشرطة وخفر السواحل وشبكة الانذار البحري ومقر الزوارق العسكرية الاسرائيلية. اقتحمت المجموعة إحدى البنايات العالية التي تحمل الرقم 61 في شارع جابوتنسكي وانقسمت المجموعة الى اثنتين، واشتبكوا في البداية مع دورية للشرطة وحاولوا الدخول الى منزل يملكه (امون سيلاع) يقع على الشاطئ مباشرة، وبعد ذلك اشتبك افراد العملية مع دورية شرطة اسرائيلية فقتل الرقيب (الياهو شاهار) من مستوطنة معلوت. وبعدها استطاعت المجموعة اسر عالم الذرة الاسرائيلي (داني هاران) واقتادوه الى الشاطئ، المعركة الرئيسية وقعت عندما حاول سمير الاقتراب من الزورق وفي هذه المعركة استشهد أحد رفاقه وأصيب رفيقه الاخر بجراح بالغة،  كما ان سمير قد اصيب بخمس رصاصات في انحاء جسده كافة. وبعد أن استقدمت قوات الاحتلال وحدات كبيرة من الجيش دارت اشتباكات عنيفة على اثر احتماء سمير وراء الصخور، ونجح سمير بإطلاق النار على قائد قطاع الساحل والجبهة الداخلية الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال (يوسف تساحور) حيث جرح بثلاث رصاصات في صدره ونجا بأعجوبة. وكانت الحصيلة النهائية للعملية ستة قتلى من بينهم عالم الذرة داني هاران واثنا عشر جريح. اما افراد العملية فلقد استشهد منهم اثنان هما عبد المجيد اصلان ومهنا المؤيد واعتقل سمير القنطار واحمد الابرص. في 28 يناير 1980 حكمت المحكمة الإسرائيلية على سمير القنطار بخمس مؤبدات مضافا إليها 47 عاما (إذ اعتبرته مسؤولا عن موت 5 أشخاص وعن إصابة آخرين). تم إطلاق سراح الأبرص في 21 مايو 1985 في إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل ومنظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة بينما تم الإفراج عن سمير قنطار في 16 يوليو 2008 في اطار صفقة تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحزب الله. تم الأفراج عن سمير القنطار يوم الأربعاء 16 يوليو 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله اللبناني وإسرائيل تم بموجبها الإفراج عنه وعن أربعة أسرى لبنانيين من أفراد حزب الله، اعتقلوا في حرب يوليو 2006، وجثث 199 لبناني وفلسطيني وآخرين، مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين الإسرائليين اللذين تم قتلهم في عملية "الوعد الصادق" في يوليو 2006.

المصدر :