لاقى قرار السلطات الإسرائيلية عن العميل الإسرائيلي جوناتان بولارد ، من سجنه بولاية كارولينا الشمالية، ترحيباً رسمياً إسرائيلياً، بعد أن أمضى حكماً بالسجن لمدة 30 عاما بعد اتهامه بتسريب معلومات لإسرائيل. وقال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في معرض ترحيبه بقرار الإفراج عن بولارد " أننا كنا نتعاطف معه طوال السنوات الثلاثين التي امضاها في السجن . وشعرنا بالالتزام في العمل على اطلاق سراحه، وفي هذا اليوم السعيد نتمنى لجوناتان سنوات عديدة من السعادة والصحة والهدوء في احضان عائلته". وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بيان عن إطلاق سراح بولارد عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، جاء فيه: "شعب إسرائيل يرحب بالإفراج عن جوناثان بولارد، ونتمنى أن يجلب هذا السبت لجوناتان بولارد الكثير من الفرح والسلام الذي سيستمر في السنوات والعقود المقبلة." وقبل أكثر من ربع قرن كان بولارد شخصية محورية في العلاقات بين واشنطن وإسرائيل، فقد كان يعمل في مجال تحليل المعلومات بالبحرية الأمريكية عند القبض عليه بتهمة تسريب بيانات لصالح إسرائيل عام 1985، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدى الحياة عام 1987. والآن، بولارد في الـ61 من عمره، هو أحد أبرز الجواسيس في العالم، وقد أمضى ما يقرب من نصف حياته في السجن، وهو الآن يقضي فترة خمس سنوات من الإفراج المشروط في الولايات المتحدة بينما يرتدي جهاز رصد إلكتروني على كاحله، تراقب السلطات من خلاله تحركاته. ويُذكر أن بولارد درس بجامعة ستانفورد، وأصبح في نهاية المطاف متخصصا في أبحاث الذكاء في مركز البحرية الأمريكية بقسم مراقبة المعلومات في عام 1979. وكان هذا هو المكان الذي يعمل فيه عندما ألقي القبض عليه في عام 1985. وفي وقت اعتقاله، كان لدى بولارد مستوى عال من حرية الوصول إلى معلومات سرية كمتخصص في الاستخبارات، وعمل كمحلل بشؤون الأنشطة الإرهابية وعدم الاستقرار بشكل رئيسي في أمريكا الشمالية والبحر الكاريبي. وبعد سنوات من العمل في مجتمع الاستخبارات البحرية، قال إنه كان يشعر بأن زملاءه كان لهم مواقف معادية لإسرائيل، وأخبر المحققين أن ذلك هو ما دفعه للتجسس لصالح إسرائيل. وتعامل بولارد مع كبار مسؤولي الاستخبارات الإسرائيليين، وقدم لهم عدة حقائب تحتوي على وثائق سرية حول خصوم إسرائيل العرب والدعم العسكري الذي تلقوه من الاتحاد السوفياتي في غضون سنة ونصف. وقال تقرير وكالة المخابرات المركزية إن بولارد "عرّض معلومات استخبارية مهمة للمخابرات الأمريكية ومصالح السياسة الخارجية للخطر." وشكّت وحدة الاستخبارات البحرية في تصرفاته في خريف عام 1985، بسبب تعامله مع كميات كبيرة من المعلومات السرية حول مناطق خارج نطاق صلاحياته، وواجهه المسؤولون بعد أن شهدوه يأخذ وثائق سرية خارج مبنى البحرية. وبعد ثلاثة أيام، تم القبض عليه وزوجته، آن هندرسون بولارد، خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن، بعد أن رفضت السفارة قبول طلبهم باللجوء، وفقا لوكالة الاستخبارات المركزية. واعترف بولارد بأنه مذنب بتهمة التآمر لارتكاب التجسس، وأقرت زوجته بأنها مذنبة بتهمة التآمر للحصول على ممتلكات حكومية مختلسة وأنها شريكةً بعد وقوع الفعل بحيازة وثائق أمن قومي. وتوّصل بولارد مع الحكومة الأمريكية إلى اتفاق مع الادعاء بأنه إذا تعاون وزوجته، فسيُعفى من السجن مدى الحياة وسوف تتلقي زوجته حكما بالسجن لمدة أقل من 10 سنوات. ويُذكر أن هناك عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين عارضوا الإفراج عن بولارد، بما في ذلك ديك تشيني نائب الرئيس السابق جورج بوش، ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد.

المصدر :