توافق اليوم الأربعاء، الذكرى السنوية الـ11 على رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "أبو عمار"، الذي توفي في العاصمة الفرنسية باريس متأثرًا بالمرض الذي ألم به. ووافت عرفات المنية بعد فترة من وعكة صحية ألمت به 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، وأثارت شبهات بإمكانية تعرضه للسم، غير أن ملفه الصحي في المستشفى الفرنسي العسكري الذي رقد فيه ترك الكثير من الغموض بشأن أسباب وفاته. ونقل جثمان عرفات من باريس إلى القاهرة ثم إلى مدينة رام الله، ودفن بالقرب من مقر المقاطعة في تشييع شعبي مهيب بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفنه في القدس المحتلة. وأثار تحقيق أعدته "قناة الجزيرة" القطرية بعد سنوات من وفاته شكوكًا جديدة بشأن أسباب موت عرفات، وإمكانية تعرضه لإشعاعات البلوتونيوم، ما دعا السلطة إلى فتح تحقيق جديد لهذا الغرض. وكان محققون فرنسيون استخرجوا رفات الراحل عرفات في نوفمبر، في محاولة لمعرفة سبب وفاته، إلا أن لغز وفاته لم يُحل بعد، تعدد فرضيات ذلك. وأشار القضاة الفرنسيين المكلفين بالتحقيق في "الاغتيال" والذي بدأ بطلب من طلب من ارملته أعلنوا إغلاق الملف وقد استأنفت سهى عرفات القرار. وكانت سهى عرفات قد تقدمت بشكوى ضد مجهول بعد اكتشاف مادة البلوتونيوم 210 وهي مادة مشعة مضرة جدا، على زوجها. وولد عرفات في القاهرة، واسمه محمد ياسر عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد. وخاض خلال حياته نضالا وجهادا على مختلف الجبهات، وأعاد الحياة لاسم فلسطين ولقضية شعبها في الوعي الانساني، ووضع القضية الفلسطينية على الخارطة السياسية العالمية. وكان عرفات في 1993 وافق على خطة أوسلو، وفي 1994 عاد إلى فلسطين رئيسا للسلطة الفلسطينية في غزة وأريحا. وكشف رئيس لجنة التحقيق بظروف وفاة عرفات اللواء توفيق الطيراوي  لوكالة فرانس برس " أن لجنة التحقيق توصلت إلى الشخص الذي نفذ اغتيال الرئيس عرفات". وقال الطيراوي : " بقي لغزا صغير فقط قد يحتاج إلى وقت لكشف بقية تفاصيل عملية اغتيال، ولكنه رفض اعطاء المزيد من المعلومات حول المشتبه به وحول سير التحقيق، مؤكدًا أن إسرائيل هي تتحمل مسؤولية عملية اغتيال" التي تعود الى العام 2009. في سياقٍ متصل، أكد المجلس الوطني الفلسطيني في الذكرى الـ11 لوفاة الرئيس عرفات، "وجوب إسناد ودعم نضال شعبنا وانتفاضة القدس المستمرة والمتصاعدة في وجه عدوان الاحتلال وإرهابه وبطشه". وشدد المجلس في بيان وصل لـ"الوطنيـة" نسخة عنه مساء أمس، على ضرورة التمسك بالحقوق الوطنية رغم اشتداد الضغوط والقمع والإرهاب الإسرائيلي ورغم خنوع العالم وتراخيه عن لجم الاحتلال وعدوانه على شعبنا. وطالب المجلس القوى والفصائل بسرعة إنهاء كافة مظاهر الانقسام والفرقة وتوحيد الصفوف والطاقات في إطار منظمة التحرير الفلسطينية "لنكون عونًا وسندًا قويًا لهبة شعبنا ونضاله ونيل حريته واستقلاله، وإلا فإن شعبنا لن يمهلنا طويلاً". كما دعت قيادة فصائل منظمة التحرير في لبنان إلى اتخاذ ذكرى وفاة الرئيس عرفات، حافزًا لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتعزيز صمود شعبنا، وتوفير كل مقومات الاستمرار في المقاومة الشعبية حتى دحر الاحتلال الغاشم عن الأراضي الفلسطينية المحتلة. وطالب الفصائل بتحقيق كامل الأهداف الوطنية الفلسطينية المشروعة، المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. كما دعت فصائل المنظمة إدارة مدارس "أونروا" والطلبة الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، إلى اعتبار يوم ذكرى عرفات، يومًا دراسيًا عاديًا، يخصص خلاله حصة للحديث عن حياة الرئيس عرفات وعن مآثره، المليئة بالمواقف البطولية والتفاني والتضحية في سبيل الشعب الفلسطيني وقضيته.

المصدر :