حذر قادة القوى والفصائل الفلسطينية في غزة من محاولات إجهاض انتفاضة القدس، مؤكدين على أن الانتفاضة حققت انجازات هامة يجب استثمارها وصولًا لنتائج كالتي تحققت في إطار انتفاضتي الحجارة والأقصى. وشددت الفصائل خلال اللقاء الوطني الذي نظمته حركة الجهاد الإسلامي الأربعاء بمسجد القسام في مشروع بيت لاهيا بمناسبة دخول الانتفاضة شهرها الثاني، على أهمية تطوير الانتفاضة، وحمايتها من مؤامرات الإجهاض الدولية. وقال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش إن ما يجري اليوم انتفاضة بكل معنى الكلمة، موضحاً أنها تعدت كل الحواجز. ونبه البطش إلى أهمية إبقاء حالة اشتباك مستمر مع الاحتلال، داعيًا إلى الانتباه للمصطلحات، وتكريسها لحماية الانتفاضة. ورأى أن المطلوب لدعم الانتفاضة وبقوة دفعها وتحديد أهدافها وشكلها وأشكال المقاومة فيها، كونها فرصة من السماء علينا استثمارها بشكل جيد. وأكد البطش على ضرورة دعم الانتفاضة على قاعدة العمل الجماهيري في كافة المناطق بالضفة، وداعيًا للجهوزية لتغيير هذا الشكل من المواجهة إذا تطلب الأمر، مبينا أن الشكل الكفاحي الراهن محل إجماع وطني، وهو مطلوب في هذه المرحلة. ودعا إلى تنسيق الجهود في الضفة وغزة وتكاملها لدعم الانتفاضة وتحقيق غايتها، كما دعا للجهوزية لاجتياز ما يسمى بـ"خط الهدنة" الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 48، للعبور إلى بلادنا. من جانبه، أوضح الناطق باسم حركة فتح فايز أبو عيطة أن الانتفاضة جاءت بعد تصاعد اعتداءات المستوطنين وحملات تهويد المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن ما حدث أعاد للشعب والقضية الفلسطينية الاعتبار على عدة مستويات. وانتقد أبو عيطة تصوير بعض الجهات الإعلامية لما يجري في الضفة اليوم وكأنه أمر عفوي، مشددًا على أن الانتفاضة أعادت لشعبنا كرامته وصوبت البوصلة باتجاه فلسطين. ولفت إلى أن إحراق عائلة دوابشة شكل إهانة كبيرة لشعبنا، وكأن الشعب كله حرق، منبهًا إلى أن كل هذه الأحداث عكست نفسها على خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة أثناء احتفالية رفع العلم. ورأى أبو عيطة أن هناك حاجة ماسة لأن يكون هناك تكامل فصائلي ورسمي وشعبي حتى نستطيع تقديم ما يخدم الانتفاضة على كل المستويات التي من شأنها تعزيز صمود شعبنا. بدوره، أكد المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري أن الانتفاضة ماضية في طريقها، وستمضي حتى تحقيق كامل أهدافها، مبيناً أنها حققت نتائج كبيرة جداً منذ اللحظة الأولى، وبرهنت أن غسل دماغ الجيل الشاب الذي ولد بعد أوسلو قد باءت بالفشل، وهم من يقودون هذه الانتفاضة. وشدد على أن الانتفاضة نجحت نجاحا كبيرا في وقف مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، ما حدا بالعدو أخيرا إلى التراجع وإصدار قرارات بمنع نوابه وعصابات المستوطنين من زيارة المسجد. وانتقد أبو زهري الموقف العربي الرسمي إزاء ما يجري من اعتداءات ضد شعبنا في حين سارع وزير الخارجية الأميركي جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لزيارة المنطقة لتقديم الدعم للكيان ومباركة جرائمه بحق شعبنا. ودعا السلطة لاتخاذ موقف حازم وحاسم مما يجري في الضفة، وتحويل التصريحات المساندة للانتفاضة من قبل بعض المسؤولين إلى قرارات تترجم على أرض الواقع. وطالب أبو زهري إلى تشكيل أطر قيادية ميدانية في مختلف محافظات الضفة الغربية لقيادة هذه الانتفاضة، وتوجيه بوصلتها. وكشف الناطق باسم حركة حماس عن وجود توافق على فكرة عقد مؤتمر وطني لإسناد الانتفاضة وتطوير أدائها، تشارك فيه كافة الفصائل في بيروت خلال الفترة المقبلة. من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أن ما يجري هو انتفاضة بكل معنى الكلمة، مشددًا على أن من يراهن على إجهاض الانتفاضة واهم. ولفت إلى أن الردود الفردية التي سبقت اندلاع شرارة الانتفاضة بعدة أشهر أسست لهذه الانتفاضة، في إشارةٍ إلى عمليتي الكنيس اليهودي، ومحاولة اغتيال الحاخام يهودا غليك بالقدس المحتلة. وعدد مزهر جملة من الانجازات التي حققتها الانتفاضة لعل أبرزها كما ذكر حالة من الإرباك والتخبط والهلع والذعر يعيشها الشارع الإسرائيلي، وتأكيده على حيوية شعبنا ووحدته واستعداده للتضحية، فضلًا عن إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بعد سنوات من التهميش. وحذّر مزهر من محاولات الإجهاض السياسي للانتفاضة، والتي تقودها واشنطن وبعض الأنظمة في المنطقة، داعيًا إلى الإسراع في إنهاء كافة مظاهر الانقسام والاتفاق على مشروع وطني موحد لإنهاء الاحتلال. وتحدث عن أربع ركائز لحماية الانتفاضة، الأولى سياسية وتتلخص في شق منحى جديد بعيدا عن اوسلو واتفاقية باريس وغيرها، والثانية ميدانية وتتمثل في تشكيل قيادة وطنية موحدة للانتفاضة لضمان ديمومتها واستمراريتها، والثالثة اقتصادية لتعزيز صمود شعبنا، والرابعة إعلامية لخلق خطاب إعلامي وطني وحدوي بعيدا عن المناكفات لتحشيد الرأي العام الدولي مع قضية شعبنا. وفي السياق ذاته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح ناصر، " إن صراعنا مستمر وممتد مع الاحتلال، وعليه فإن أشكال النضال وآلياته وتوقيتاته تتباين من فترة لأخرى، وصولًا لكنس الاحتلال ودحره". وأضاف ناصر :"هذه الانتفاضة من جيل الشباب ما بعد أوسلو وهي فعل مقاوم وليست ردة فعل، كونها تنطلق من أهداف شعبنا". ودعا إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة توجه وتقود شعارات قابلة للتحقيق وبوسائل عمل يبتدعها الشباب الفلسطيني، منوهاً إلى أن الانتفاضة وحدت الشعب الفلسطيني في الميدان، وهذه الوحدة تبقى ناقصة ما لم يتوحد الجميع تحت رؤية سياسية مشتركة وقيادة موحدة لحماية الانتفاضة.  

المصدر :