أكد فريق من المتخصصين في المتفجرات، يقاتلون إلى جانب المعارضة السورية أنهم وجدوا "حيلة" لصدّ غارات الطيران الروسي، من خلال تعليق متفجرات في بالونات يقولون إنها قادرة على الوصول إلى الطائرات المقاتلة على ارتفاع يفوق 10,000 متر. ونشر هذا الفريق تسجيلي فيديو يظهر فيهما "الألغام الجوية" التي يقول إنه ابتكرها، حيث يظهر ناشطون وهم يخزنون في غرفة عشرات البالونات التي علقت عليها متفجرات، ثم يطلقونها في السماء. وقال صاحب فكرة الألغام الجوية، وعضو في فريق المتفجرات المذكور يدعى إبراهيم أبو الشام، إنه يمكن لهذه البالونات أن تطير بارتفاع يفوق 10 كم. عندما تشن الغارات تحلق الطائرات على علو منخفض عموما، بين 5000 و7000 متر، ولذلك يمكن لهذه الألغام أن تصيبها. وأضاف أبو الشام حسب ما نقلت "فرانس 24" أنه "ليس من الضروري أن تصدم الطائرة لكي تحدث بها الأضرار، فهذه الألغام تحتوي على العشرات من الشظايا وقطع الحديد، فحتى لو انفجر اللغم على بعد 1500 متر من الطائرة، فقد تصل الشظايا إليها وتحدث أضرارًا فيها". وأوضح أن "هذا النظام يسهل علينا تحديد منطقة حظر جوي على مساحات محدودة نسبيًا، فيمكن فعل ذلك مثلًا على مساحة 25 كم² بتكلفة قدرها 3000$(من المعدات) لمدة أسبوعين تقريبًا". منذ أواخر أيلول/سبتمبر الماضي ينفذ الطيران الروسي غارات جوية مكثفة على مواقع يقول إنها تتبع لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وكذلك على مواقع لمقاتلي "المعارضة المعتدلة المدعومين من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية"، بحسب الوكالة.

رؤية استراتيجية

بدوره، شكك مدير البحوث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية "IRIS" والطيار الحربي السابق جان فانسان بريسيه، في مدى فعالية هذه البالونات، وفي جدوى هذه الأجهزة، موضحًا أن فرص إصابة طائرة بواسطة هذه الألغام "محدودة للغاية". وأشار إلى أنه عندما تستعد الطائرة المقاتلة لإطلاق النار فهي تحلق بسرعة 250 مترًا في الثانية. أما البالون فيمكن أن تصل سرعته إلى 20 مترًا في الثانية، وأحيانًا أقل من ذلك. وأضاف أنه لكي يصل البالون إلى ارتفاع 5000 متر سيستغرق الأمر 250 ثانية تقريبًا، مضيفًا أنه وخلال فارق الزمن هذا ستكون الطائرة الحربية قد قطعت أكثر من 60 كم وصارت بعيدة عنه تمامًا. وأوضح أن لعامل الرياح دور مهم، فالمنطاد يرتفع باتجاه عمودي فقط، والرياح ستحركه ما يجعله يحيد عن مساره بمئات الأمتار، "يجب إذن القيام بحسابات رياضية معقدة جدًا للتمكن من توقع وصول الطائرة إلى نقطة معينة". وقال إن "المتفجرات لها مدى محدود يمتد لبضعة أمتار فقط، أما بالنسبة إلى الشظايا فأشك أن تكون قطع صغيرة من الصلب بمقدورها أن تحدث أضرارًا في طائرة حتى لو أصابتها، وإذا استطاعت هذه الألغام إصابة طائرة ما، فستكون حقا من باب المصادفة والحظ". علاوة على ذلك، بين بريسيه أن الطائرات مزودة برادارات يمكنها التعرف على هذه الألغام وتجنبها، كما أن هذه الأجهزة ستتيح لهم كشف مكان إطلاق هذه المتفجرات وقصفه، مؤكدًا أن هذه الألغام تكلف استثمارًا كبيرًا ونتائجها غير مؤكدة. https://www.facebook.com/100010446134833/videos/122464154778455/ https://www.facebook.com/100010446134833/videos/122477821443755/

المصدر :